المدينة المنورة - واس:
يشكّل معرض «القصواء» بالمدينة المنورة تجربة ثقافية فريدة تستعرض جوانب متعددة للإبل، وارتباطها بحياة الإنسان في شبه الجزيرة العربية على مدار حقب زمنية متتابعة.
يسرد المعرض الذي تنظمه هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن، ويقام بمركز المدينة المنورة للفنون بمناسبة عام الإبل 2024م، تاريخ الإبل منذ العصر الآشوري حتى عصرنا الحالي، واكتشاف نقوش ترمز للإبل في بعض المواقع في الجزيرة العربية، ما يجسّد ارتباط الإبل بتفاصيل وحياة المجتمع منذ الأزل، ويجسّد المعرض مكانة الإبل في حياة الإنسان في شبه الجزيرة العربية باستخدام التقنيات، وشاشات وتجارب العرض الصوتية في الغرف التفاعلية، وتجربة محاكاة ركوب الإبل، إضافة إلى ركن يحوي لوحات فنية نفذها 26 فنانًا من داخل المملكة وخارجها، تضمنت رسومات صمّمت خصيصًا للمعرض، تحاكي التجريدي، والتشكيلي، والخزفيات، والرسم بالألوان الزيتية، والجبسيات، عبر تصاميم إبداعية تجسّد التراث السعودي من خلال السرد القصصي لأفكار الفنانين داخل المعرض الذي يستقبل زواره حتى الـ30 من شهر نوفمبر الحالي.
كما يقدم المعرض سردًا قصصيًا للعديد من الأحداث التاريخية التي شهدتها الجزيرة العربية في حقب زمنية متعددة، وارتباط الإبل بتلك الأحداث، بدءًا بقصة الناقة خلال حقبة قوم ثمود في زمن النبي صالح -عليه السلام-، وكذلك ارتباط الإبل بالحروب والمعارك التي دارت في شبه الجزيرة العربية، واستخدامها في طرق التجارة، ونقل البضائع والأغذية من الجزيرة العربية وإليها، ودورها في الفتوحات الإسلامية، وكذلك علاقة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- قبل وبعد توحيد الجزيرة العربية التي تجاوزت الارتباط العفوي بين العربي وإبله، وانعكاسها على صفاته القيادية، كما يتعرّف زوار المعرض على جوانب من ارتباط الإبل باللغة والإنسان والشعر في حياة العرب على مرّ العصور، التي ما زالت قائمة من خلال اهتمام المجتمع بالإبل وتربيتها، وتخصيص ميادين ومنافسات رياضية تعني بالإبل وجمالها، وتنظيم سباقات الهجن.
ويسرد أحد أركان المعرض، دور ناقة «القصواء» ودورها في حياة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وبعض الأحداث في عهده -عليه الصلاة والسلام- مثل صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، وفتح مكة في السنة الثامنة، وحجة الوداع في السنة العاشرة حين خطب - عليه الصلاة والسلام - بجموع المسلمين على ناقته القصواء يوم عرفة.
ويعدّ المعرض تجربة ثقافية تفاعلية تحتفي بتاريخ الإبل في الجزيرة العربية مستعرضًا قيمتها الثقافية العميقة، ودورها في حياة أبناء المنطقة منذ الأزل وحتى اليوم، ويشكل مساحة تفاعلية تربط بين الماضي والحاضر وتقدم للزوار تجارب فريدة ونافذة ثقافية إبداعية تحتفي بجمال التراث السعودي من منظور معاصر.