سلمان بن محمد العُمري
استوقفتني كلمات خالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظه الله ورعاه- نشرت عبر موقع مؤسسة الملك سلمان غير الربحية، وهذا نصها: «ما يميز هذه البلاد هو حرص قادتها على الخير والتشجيع عليه، وما نراه من مؤسسات خيرية في مختلف المجالات، سواء التي تحمل أسماء ملوك هذه البلاد أو سواها، إلا جانباً واحدًا من الجوانب المشرقة لبلادنا».
ولاشك أن العمل الخيري سمة من سمات بلادنا المباركة منذ أمد بعيد، والدليل الأوقاف والأسبال التي أوقفها أصحابها منذ مئات السنين ولايزال نفعها قائماً حتى يومنا هذا ليس في مكة المكرمة والمدينة المنورة فحسب، بل حتى في القرى والهجر ومن الأغنياء والفقراء على حد سواء، ومما يميز العمل الخيري في هذا الوقت أنه أصبح عملاً منظماً وعمل مؤسسي، ولم يعد عملاً فردياً يخضع لاجتهادات نظار الوقف أو القائمين عليه، وأصبح القطاع الخيري بمختلف مؤسساته شريك حقيقي وفعال إلى جانب القطاعين الحكومي والخاص في مسيرة التنمية، وقد أكد ذلك في وقت سابق مجلس الوزراء حين ذكر ما توليه الدولة من دعم مستمر للعمل الخيري في المملكة العربية السعودية وتعظيم أثره بين أفراد المجتمع، ومن شواهد ذلك أيضاً ما حققته الحملة الوطنية الرابعة لدعم العمل الخيري من تفاعل واسع عكس أعظم صور التكاتف والتنافس بين المحسنين على أعمال البر والبذل والعطاء، ولم ولن يتوقف العمل الخيري بإذن الله تعالى في هذا البلد المعطاء مهما تعالت أصوات النشاز التي نراها ونسمعها في مواقع التواصل والتي تشكك أو تطعن في العمل الخيري والقائمين عليه أو في جدوى أعماله ومشاريعه.
والعمل الخيري في بلادنا ولله الحمد والشكر شامل ومتنوع زاد من مساحته فتح الباب لإنشاء الجمعيات وتسجيل الصناديق العائلية أيضاً، وقد سمعنا ولله الحمد أخباراً تثلج الصدر عن حجم الأوقاف والمشروعات الخيرية، والعمل الخيري أياً كان كالطير يطير بجناحين ولا يمكنه أن يسير بجناح واحد: الباذل وقته وجهده وفكره، والباذل ماله الداعم له؛ فهما جناحاه وأي خلل في الجناحين أو أحدهما يعطل العمل الخيري أو يضعف عن مواكبة زمانه وكلا الجناحين يسهم في تحمل الواجب المتحتم على مجموع الأمة.
ومن فضل الله على بلادنا قيادة وشعباً أن أعمالهم الخيرية لم تقف عند حدود البلاد بل تعدتها إلى أقاصي الأرض ومن ذلك جهود مركز الملك سلمان للإغاثة الذي شملت برامجه الإغاثية والعلاجية والتنموية معظم بلدان العالم، وخاصة من يتعرضون لضغوط كثيرة من مجاعات وفقر شديدين، وهذا المركز مؤسسة إغاثية عالمية فيها من العاملين والمتطوعين العدد الكبير، والدولة رعاها الله تقوم على تمويلها، ولا يخفى على كل منصف مالها من دور وأثر بالغين في مجتمعات المسلمين وغيرها.
حفظ الله بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والإيمان، وجعلها دائماً وأبداً نهر خير يتدفق ماؤه ونفعه.