إيمان الدبيّان
التصرف سلوك قد يصنف بالإيجابية أو السلبية وربما باللامبالاة أو الحيادية، وأيا كان نوع هذا السلوك فهو يدل على شخصية وعقلية وفكر وأخلاق وقيم الفرد، وأهم هذه التصرفات والسلوكيات هي ما يمارسها الإنسان مع النعم التي أنعم الله بها عليه ومع حقوق الناس التي يعيش معها؛ لذا أرى أنه من المهم والفاعل تغليظ العقوبات حول من يسيء التصرفات تجاه النعم التي أنعم الله بها علينا في وطننا بفضله ثم بفضل قادتنا واستراتيجية رؤيتنا وبرامج جودة حباتنا بصناعة عراب نهضتنا وتقدمنا ولي العهد -حفظه الله-.
إن جودة الحياة لا تكتمل بلا تحقيق الوعي، ومن يفتقد الوعي والثقافة والفكر لن يستشعر قيمة هذه الخدمات التي تعمل على جودة الحياة ومن أهم هذه الخدمات وأقربها تفعيلا وليس آخرها تحقيقا هي (قطار الرياض) الذي لم تكتمل سعادتنا بتفعيل بعض مساراته إلا وأُوقِف بسبب عبث بعض السفهاء فاقدي الإحساس بالنعم الوطنية والمسؤولية الاجتماعية والأخلاقيات الإسلامية؛ لذا أرى تغليظ العقوبة على العابثين ولا يكتفى بحظرهم من استقلال القطار لمدة تصل إلى عدد من الأشهر.
البعض لا تؤثر فيه ولا تضبطه العقوبة المعنوية ولا يرتدع إلا بالعقوبات المادية، فليت من يعبث بالممتلكات العامة في القطارات وغيرها يغرم ماديا بمبالغ تجعله يفكر ألفين، أو ثلاثة آلاف، أو خمسة آلاف مرة بقدر قيمة الألوف التي سيدفعها جزاء عبثه وقلة وعيه وسوء تصرفه.
بقدر ما تؤلمنا مثل هذه التصرفات التي لا تمثل إلا أصحابها وهم قلة، فإنه يسعدنا تفاعل المسؤولين وسرعتهم في إعادة تشغيل المسار المتعطل في فترة زمنية قصيرة، وأقترح أن يكون هناك نشرات وإعلانات توعوية في المحطات وعند الإشارات وفي المدارس والجامعات والمطارات عن دور المواطن والزائر والمقيم في التعامل الراقي الذي يدل على ذوق واع مع الممتلكات والخدمات العامة التي هي للجميع وتخدم الإنسان بشكل فاعل وسريع.
نحتاج إلى إعادة النظر في نوع وحجم العقوبات التي تطبق على مرتكبي المخالفات وسوء التصرفات في مجتمعنا، وتكثيف وضع الكاميرات في كل الأماكن العامة والشوارع والطرقات، عقوبات بحجم هذه الخدمات الموجودة في وطننا من تقنية وطرق ونقل وما يصرف عليها ومن يُؤهل ويُستقطب للقيام عليها، فنحن ننعم بخدمات يندر وجودها في أرقى دول العالم تطورا وتقدما تقنيا وخدميا، أفلا تستحق منا هذه النعم الحفاظ عليها وتغليظ العقوبة تجاه من يستهين فيها؟!