ناصر زيدان التميمي
الخير قيمة إنسانية عظيمة وفضيلة يشجع عليها الإسلام وسائر الأديان السماوية، وهو سلوك ينبع من القلوب الطيبة ويُظهر النقاء الداخلي للإنسان. فمن يفعل الخير لا يُعدم جوازيه، أي أن من يبذل المعروف ويحسن إلى الناس يجد الجزاء عاجلًا أو آجلًا، سواء كان ذلك من البشر أو من الله سبحانه وتعالى.
الخير ليس مقتصرًا على المال، بل يشمل الكلمة الطيبة، الابتسامة، المساعدة، وإزالة الأذى عن الطريق. يقول الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، فيؤكد أن الإحسان مردوده دائمًا إحسان. وفي الحديث النبوي الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة).
الشخص الذي يفعل الخير يزرع بذور المحبة والتسامح في قلوب الآخرين. كما أن الخير يترك أثرًا طيبًا في النفوس، فهو بمثابة شعاع نور ينير القلوب ويرسم الابتسامة على الوجوه. ومن سنن الله في الكون أن الخير لا يضيع أبدًا، فالإنسان يجني ثمار أعماله الصالحة في الدنيا قبل الآخرة، سواء كان ذلك في صورة رضا نفسي، أو محبة الناس، أو تفريج كرباته.
عندما نفعل الخير، فإننا نسهم في بناء مجتمع مترابط يقوم على التعاون والتعاطف. الخير يخلق أجواء من الأمان والسلام ويقضي على الكراهية والحقد، لأن الناس حين يشعرون بمساعدة الآخرين لهم، تزداد مشاعر الإيجابية بينهم.
ولا يقتصر الجزاء على الدنيا فقط، بل يُعدّ الأجر الأخروي أعظم وأدوم. فقد وعد الله المتصدقين والمحسنين بجنات تجري من تحتها الأنهار. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
الخير ليس عبئًا، بل هو سبيل للسعادة الحقيقية، ومن يزرع الخير يحصد أجمل الثمار. فلنحرص جميعًا على فعل الخير بكل أشكاله، ولنتذكر أن الجزاء من جنس العمل، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.