سارا القرني
في تحول دراماتيكي للأحداث في سوريا، تمكنت الفصائل المسلحة من استعادة السيطرة على العاصمة دمشق، في خطوة تمثل نقطة فارقة في النزاع المستمر منذ سنوات، هذا التطور جاء نتيجة لعوامل متعددة، بما في ذلك التحولات العسكرية والسياسية، بالإضافة إلى تأثير القوى الإقليمية والدولية، والسبب الرئيس كان لعدم انخراط الرئيس الهارب بشار الأسد في عملية سياسية جادة لاستعادة الأوضاع في سوريا قبل انهيار نظامه.
منذ بداية الصراع، كان نظام بشار الأسد مدعومًا من روسيا وإيران، لكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا في قدرته على السيطرة على الأراضي، الفصائل المسلحة.. التي كانت تواجه ضغوطًا شديدة، استطاعت استغلال هذه الفجوات التي نشأت في صفوف قوات النظام، وكذلك استغلت التحديات العسكرية التي واجهها النظام، مثل الانقسامات والضعف في الروح المعنوية التي ساهمت في تعزيز موقف الفصائل.
علاوة على ذلك، الدعم الشعبي المتزايد للفصائل المسلحة كان له تأثير كبير، المواطنون الذين عانوا من ويلات النزاع، بدأوا في إعادة تقييم خياراتهم، مما ساعد الفصائل على استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية، هذا التفاعل بين الفصائل والشعب أدى إلى تعزيز الثقة في قدرة المعارضة على تحقيق أهدافها.
في الأثناء، تلعب القوى الإقليمية دورًا محوريًا في هذا السياق، وبالمثل كانت هناك تحركات من بعض الدول المجاورة لتعزيز موقف المعارضة، مما أضفى بُعدًا آخر للصراع.
أما روسيا، التي كانت تعتبر الداعم الرئيس لنظام الأسد، فقد واجهت تحديات في استراتيجيتها، فالضغوط الداخلية والخارجية حول تكاليف تدخلها العسكري جعلتها تعيد التفكير في موقفها..
في سياق آخر، تظل الولايات المتحدة متمسكة بموقفها في سوريا، وذلك عبر الانسحاب الجزئي للقوات إضافة للدعم المقدم منها لبعض الفصائل الكردية والعربية والذي يهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الصراع، ومع ذلك.. فإن هذا الدعم لم يكن كافيًا لتحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد.
في النهاية سقطت دمشق.. وسقوط دمشق في يد المعارضة يمثل تحولًا نوعيًا في مسار النزاع السوري، هذا الحدث لا يعكس فقط التحولات العسكرية، بل أيضًا الديناميكيات السياسية المعقدة التي تحكم الوضع في البلاد، ومع استمرار التوترات، يبقى مستقبل سوريا معلقًا بين الأمل في التغيير وبين التحديات الكثيرة التي تواجه الفصائل المسلحة في سعيها لتحقيق الاستقرار وبناء مستقبل جديد.
وبعد هروب بشار.. ولجوئه لروسيا، ينتهي فصل استمر لنصف قرن من العنف والوعود الزائفة، ليصبح مصير سوريا في يد السوريين أنفسهم.