نعيش لحظات تاريخية ومشاعر فرح أشعرتنا بأننا على قمة العالم، وأن كل شيء ممكن بالإعلان عن فوز السعودية لاستضافة مونديال 2034 هو حلم يتحقق كإنجاز عظيم ولحظة فارقة في تاريخنا الرياضي؛ فهذا الفوز ليس مجرد انتصار رياضي، بل هو تأكيد على مكانة المملكة العربية السعودية الرائدة في المنطقة واهتمامها بتطوير البنية التحتية والقطاع الرياضي جنباً إلى جنب مع باقي القطاعات التنموية الأخرى.
هو اعتراف دولي وشهادة فخر بأن بلدنا قادر على تنظيم حدث عالمي ضخم وبأعلى المعايير وفرصة كبرى لتعريف العالم بثقافة البلد وتراثه، ورفع مكانة بلادنا عالمياً وجعلها مركز اهتمام العالم مما يعزِّز صورتها كوجهة جاذبة للاستثمارات والسياحة.
أولى بشائر النجاح كانت إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA عن حصول الملف السعودي على تقييم 419.8 من 500 كأعلى تقييم في التاريخ، والذي يعني أنك قد تجاوزت كل التوقعات المحددة لك، وأن أداءك في إعداد ملف الاستضافة كان ممتازًا جدًا، وتفوّقت في جميع الجوانب التي تم تقييمها من جودة العمل ودقته واكتماله ومتوافقًا مع أعلى المعايير المهنية. ويعني أنك كنت قادراً على التعامل مع التحديات التي واجهتك بفعالية وإيجاد حلول مبتكرة وقدمت أفكاراً جديدة وتحسينات ضرورية على نوعية العمل في بداية الطريق نحو الاستضافة الاستثنائية.
إن الإعلان والفوز «المفخرة» هو نتاج رؤية طموحة تحمل في طياتها مؤشرات كبيرة جداً لتوفير تجربة مميزة للجماهير واللاعبين ومعها قفزات اقتصادية جديدة تُضاف إلى ما تنعم به بلادنا من تطور ورقي ونماء.
من هذه اللحظة التاريخية أمامنا تحديات كبرى في مقدمتها التنظيم الناجح لتقديم نسخة استثنائية وفريدة تتجاوز مجرد مشاهدة المباريات.
أمامنا تحديات - بلدنا وقيادتها وشعبها لها بحول الله - لتحقيق الاستدامة البيئية المستقبلية وتحقيق قفزات اقتصادية من خلال دعم السياحة لجذب أعداد كبيرة من السياح، مما يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية وزيادة الإيرادات وإيجاد استثمارات ضخمة في البنية التحتية كمتطلبات رئيسية لاستضافة المونديال، مثل الملاعب والفنادق والطرق، وهو الأمر الذي يعني خلق فرص عمل مختلفة ويدفع عجلة التنمية أكثر وأكثر.
الأمر المهم الآخر أن هذه الاستضافة ستدفع بقطاع الرياضة المحلي إلى الأمام من خلال تطوير البنية التحتية الرياضية إلى حيث تحقيق حلم جديد بالفوز بكأس العالم في يوم ما قادم إن شاء الله.
** **
- فرحان الجارالله
@farhanjarallah