محمد لويفي الجهني
كثيرًا ما يتردد علي السؤال: هل الحوراء هي محافظة أملج...؟ أجاوبهم بأن الحوراء مدينة تاريخيّة ومن أشهر موانئ الحجاز قديماً وآثارها ما زال بعضها موجودا وبعضها مدفونا تحت التراب بسبب عوامل السيول والتحولات البيئية والمناخية. ولكن يوجد ميناءها المسمى حالياً باسم منتزه (الدقم) وذكّرت الحوراء في كتب السيرة النبوية والغزوات وفي كتّب الرحالة سواء كانت التجارية أو رحالة الحج. وفي هذه الكتب قال (ياقوت الحموي) عن الحوراء أخبرني من رآها عام 626 هجرية أن بها آثار قصر مبنيّا بعظام الإبل (الجمال).
وذكر ذلك كذلك علامة الجزيرة حمد الجاسر (رحمه الله) في إحدى كتبه..
لذلك أتمنى إعادة اكتشافه ليكون معلماً فريداً وكذلك القصر الأموي وهذا سهل جداً إعادته للظهور من جديد وخاصة وموقعه مميز..
وما قيل أيضا في كتّب الرحالة والكتب التاريخية عن الحوراء هذه الأبيات الشعرية الجميلة:
جئنا إلي الحوراء وهي محطةً
فيها الأرآك نزهة للرائي
ناديت خلي قف بها متأملاً
وأنظر لرمل مغمر بالماء
وأغنم زمانا مقبلا بسعوده
فيه اجتماع الشمل بالحوراء
وفعلاً كانت المياه في الحوراء ظاهرة على وجه الأرض بين الرمال كما في الثميلة في سمنة وفي المطيوي وخف..
وكذلك وقعت بالحوراء وبمينائها تحديدا هزيمة (إرناط) الصليبي وتكسرت أهدافه في مينائها وهي الحملة والحرب الوحيدة لهم في الجزيرة العربية 578 هجرية وكان قائد المسلمين حسام الدين لؤلؤ.. والحوراء أثارها باقية والنقوش والآثار كثيرة جدا في الجبال والأودية في أملج وتعد شاهدا وتاريخا لعصور تاريخيّة لحقب تاريخيّة عديدة ومتتالية سجلت حضارتها ووجودها إما بالنقوش أو آثار مصانعها والتي مازالت شاهداً جميلا لماضٍ عريق لحضارات سابقة.
أما محافظة أملج فهي مدينة حديثة لو قارناها بتاريخ الحوراء العريق، لكنها اكتسبت أهميتها من قربها واتصالها بالحوراء التاريخية..