عايض بن خالد المطيري
لطالما كان الشعر مرآة الشعوب وصوتها الحي الذي يخلِّد القضايا ويروي قصص البطولة والصمود. في زمننا المعاصر، أصبح للشعر السعودي مكانة بارزة، حيث استطاع أن يتجاوز حدود المملكة العربية السعودية ليصل إلى قلوب الملايين في العالم العربي بل والعالم أجمع. وقد تجسد ذلك بشكل لافت في قصيدة ضمن قصائد أخرى تركت أثراً عميقاً في النفوس، كصرخة إنسانية تحمل في طياتها أصالة الهوية وعمق القضية.
القصيدة خطّها الشاعر السعودي موفق السلمي بمشاعر صادقة ونبض وطني عروبي، احتفالاً بتحرر دمشق وانتصارها على الظلم. كانت كلماتها كالرماح تخترق قلوب السامعين، ومطلعها:
قِفِي دِمَشْقَ فِدَاكِ الأَهْلُ وَالدَّارُ
وَالْرُّمْحُ وَالسَّيْفُ وَالدَّهْمَاءُ وَالنَّارُ
مَضَى الذَّلِيلُ بِقَيْدِ الذُلِّ مَنْكِسِرًا
هُوَ السِّجِينُ وَأَهْلُ العِزِّ أَحْرَارُ
هذه الأبيات، التي ألقاها رئيس الوزراء السوري محمد البشير على منبر الجامع الأموي، عبّرت عن لحظة فارقة في التاريخ، لحظة انتصار الحرية والكرامة على الظلم والطغيان. كانت القصيدة نداءً للوحدة والوفاء، ورسالة حب وولاء لسوريا العروبة، ما جعلها رمزاً للحب والتضامن العربي. إنها قصيدة ستبقى خالدة على مر الزمان، تسطر القيم السامية وتستنهض الأرواح.
إن تألق الشاعر السعودي موفق السلمي، يعكس بقوة أن الشعر السعودي لم يكن يوماً حبيس حدود الوطن. لقد حمل الشعراء السعوديون على عاتقهم مسؤولية التعبير عن قضايا الأمة العربية، ونقلوا مشاعر الناس وأحلامهم بصدق وإبداع.
هذا النموذج ليس سوى دليل بسيط على عظمة الشعر السعودي وقدرته على مزج الماضي بالحاضر، والتعبير عن قضايا الإنسانية بروحٍ تجمع الأصالة، حاملة مبادئ سامية وقيماً خالدة، ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال، ويستحق كل من يحمل مشاعل الإبداع التكريم والاحتفاء، فقد صنعوا بأحرفهم جسوراً من الأمل والتواصل، تؤكد أن الشعر السعودي سيبقى دوماً صوت العروبة ونبض الإنسانية.