يعقوب المطير
افتتحت بطولة كأس الخليج (خليجي 26) في دولة الكويت الشقيقة السبت الماضي بمشاركة ثماني دول (الكويت والسعودية والعراق وقطر والإمارات واليمن والبحرين وعمان)، وهذه هي المرة الرابعة التي تستضيف فيها دولة الكويت بطولة كأس الخليج على الأراضي الكويتية، ابتداءً من استضافة بطولة كأس الخليج عام 1974م للمرة الأولى والتي فاز بها منتخب دولة الكويت (الدولة المستضيفة)، وأيضاً استضافت دولة الكويت بطولة كأس الخليج عام 2003 للمرة الثانية وفاز بها منتخب المملكة العربية السعودية، وكذلك استضافت دولة الكويت بطولة كأس الخليج عام 2017 للمرة الثالثة وفاز بها منتخب سلطنة عمان، وتستضيف دولة الكويت حالياً بطولة كأس الخليج عام 2024 للمرة الرابعة، وتعتبر دولة الكويت هي الأكثر تحقيقاً للبطولة بـ 10 ألقاب وهذا رقم تاريخي لم يقترب منه أي منتخب خليجي آخر، وكانت آخر نسخة لبطولة كأس الخليج (خليجي 25) عام 2023 في دولة العراق وحقق البطولة منتخب العراق «الدولة المستضيفة» وما زال يعتبر حاملاً للقب الخليجي.
في الحقيقة أصبحت بطولة كأس الخليج من البطولات المحببة لأبناء دول الخليج منذ بداية البطولة في مملكة البحرين في عام 1970 وكانت بفكرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - أمير منطقة مكة المكرمة- أي بفكرة سعودية خالصة، لهدفٍ سام هو المحافظة على الروابط الاجتماعية والتواصل بين أبناء دول الخليج من خلال رسالة الرياضة وتحديداً من خلال لعبة كرة القدم وهذا ما تحقق ولله الحمد، وهذه البطولة التي ما زالت يعشقها الخليجيون مستمرة منذ 54 عاماً، وتعد ذات إرث خليجي رائع اعتاد أبناء دول الخليج على مشاهدتها كل عامين أو ثلاثة أعوام في دولة خليجية ما، هذا من جانب.
من جانب آخر، الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» من الجانب القانوني لا يعترف بالبطولات التي يشارك بها منتخبات الاتحادات المحلية الأعضاء القائمة على أساس إقليمي أو ديني أو لغة أو عنصري أو لون أو أساس جغرافي، وبطولة كأس الخليج قائمة على إقليم دول الخليج المطلة على الخليج العربي، وبالتالي لا يمكن الاعتراف بها دولياً و لا تندرج تحت بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم أو الاتحاد الآسيوي، لذلك لا يمكن قانونياً إلزام اللاعبين المحترفين خارجياً بالمشاركة مع منتخباتهم في بطولة كأس الخليج، لذلك يغيب عن المنتخب السعودي أبرز لاعبيه مثل اللاعب سعود عبدالحميد المحترف في فريق روما الإيطالي وأيضًا اللاعبان مروان الصحفي وفيصل الغامدي المحترفان في نادي بيرشكوت البلجيكي، وأيضاً عن منتخب العراق لاعبوه المحترفون في أوروبا، ولكن الاتحاد الدولي قد يعترف بالعقوبات الانضباطية التي توقّع على اللاعبين وكذلك في التصنيف الدولي للمنتخبات.
ومع ذلك تظل بطولة كأس الخليج البطولة الأكثر عشقاً وتعاطفاً من قبل أبناء دول الخليج ومنها ظهر نجوم كبار من المنتخبات الخليجية تم اكتشافهم من خلال هذه البطولة.