د.نايف الحمد
يدخل الأخضر السعودي لدورة الخليج التي تدور رحاها على الأراضي الكويتية هذه الأيام بظروف مختلفة تماماً عن الدورات الأخيرة، فبعد أن وضعت الكرة السعودية قدمها على هرم الكرة الآسيوية، سواء فيما يتعلق ببطولة الأمم الآسيوية أو في تواجدها شبه الدائم في كأس العالم، ما جعل من دورة الخليج مجرد مشاركة رمزية للأشقاء لا أكثر.
اليوم يعيش المنتخب السعودي وضعاً صعباً ويواجه تحديات كبيرة ويقدم مستويات متواضعة تسببت في خروجه من دور الـ16 في كأس آسيا الأخيرة، واحتلاله لموقع لا يليق به في مجموعته المؤهلة لكأس العالم 2026.. كما أن الحديث يدور وبكثرة عن غياب الصقور الخضر عن التتويج بالألقاب لمدة تجاوزت الـ20 عاماً.
في الحقيقة أنني لا أرى الحديث عن الألقاب للفريق الوطني منصفاً لمسيرة المنتخب ، ذلك أن اللقب الوحيد الذي يمكن أن يكون مطلباً هو اللقب القاري، وما عداه من بطولات أقليمية لا يوازي مطلقاً تأهل الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم، حيث نجح المنتخب في التواجد 6 مرات، منها آخر نسختين.
أتفهم رغبة الكثير من عشاق الأخضر في العودة للوطن بكأس خليجي 26، لكن ذلك لن يوازي مطلقاً بطاقة العبور لمونديال 2026 التي يجب أن تمثل الهم الأكبر في تقديري لمسيري المنتخب.. ولا أنكر الفوائد العظيمة التي يمكن لها أن تتحقق على الجانب المعنوي في حال الفوز باللقب، لكن الأهم هو مدى الاستفادة الفنية التي يمكن أن نجنيها لإعداد فريق قادر على الوصول للمحفل العالمي.
إن دعم الصقور الخضر هو واجب وطني ومسؤولية الجميع، كما أن عدم تحقيق البطولة يجب أن لا نجعله يؤثر سلباً على اللاعبين حتى يمكن لنا الخروج بأكبر فائدة ممكنة من هذه المشاركة، مع تمنياتنا لأبطالنا بالتوفيق واستعادة مكانة الكرة السعودية في هذا التجمع الأخوي الكبير.
نقطة آخر السطر
رغم كل ما يواجهه كابتن المنتخب والنجم الكبير سالم الدوسري من فئة نصّبت نفسها كأعداء لنجوم المنتخب؛ فقد آثر التواجد مع زملائه متسامياً على جراحه في محاولة للحاق والمشاركة ما أمكن ذلك، في لفتة وطنية وشعور بالمسؤولية من أسطورة قدَّم لوطنه كل ما يستطيع تقديمه.
نسأل الله السلامة للكابتن سالم ولكافة نجوم منتخبنا الوطني، والعودة المظفرة بإذن الله.