محمد العويفير
يعيش نادي الاتفاق واحدة من أكثر الفترات إثارة للجدل في تاريخه، ليس بسبب نتائجه على أرض الملعب فحسب، بل بسبب الأخطاء الإدارية والفنية التي أصبحت حديث الشارع الرياضي، فعلى الرغم من توافر كل سبل النجاح إلا أن الإدارة اختارت مدرب بخبرات محدودة يقود مشروعها الرياضي معتمدة على اسمه وشهرته وتاريخه كلاعب مما أنتج لهم فريقاً فاقداً للهوية، وسلسلة من النتائج المتعثرة على الرغم من توفير كافة الأدوات له حتى أصبح يتفوق على منافسيه، ومن هم في دائرته من أندية الوزارة مما يدعو للتساؤل حول القرارات التي اتخذتها الإدارة لإسناد هذا المشروع الكبير إلى مدرب مبتدئ.
جيرارد الذي جاء إلى الاتفاق كمدرب طموح كان من الواضح منذ البداية أنه يفتقر للخبرة اللازمة للتعامل مع فريق بحجم وطموح الاتفاق، قراراته التكتيكية العشوائية واختياراته للتشكيلة الأساسية وتغييراته المتأخرة أثناء المباريات أثبتت أنه ما زال في مرحلة تعلم أساسيات التدريب، فمن غير المنطقي أن يتم منح مشروع بهذه الضخامة إلى مدرب لم يحقق نجاحات تذكر في مسيرته التدريبية السابقة، وكأن الاتفاق أصبح حقل تجارب ليتعلم جيرارد فيه فنون التدريب.
الأزمة الحقيقية تكمن في أن ما يحصل داخل أروقة الاتفاق يبدو وكأنه مجاملة لجيرارد على حساب مصلحة الفريق، فالقرارات تحولت بدلاً من التركيز على تحقيق النجاح إلى محاولة إثبات صحة اختيار الإدارة لجيرارد حتى لو كان ذلك على حساب النتائج، حتى بات الفريق يدفع ثمن أخطاء مدربه وإصرار الإدارة على المضي قدماً في هذا المشروع، رغم المؤشرات السلبية، وكأنها بذلك تدعم نجاح المدرب من أجل سمعة المدرب لا النادي، فالاتفاق إن استمر على هذا المنوال فإن مستقبل الاتفاق سيكون في خطر حقيقي، فالفريق بحاجة إلى إعادة تقييم شاملة لكل ما يتعلق بالجهاز الفني والإدارة ووضع مصلحة النادي فوق أي اعتبار آخر.
لا يمكن لنادٍ بحجم الاتفاق أن يبقى رهينة لمدرب يتعلم على حسابه خاصة في ظل التنافس الشديد في الدوري السعودي، لذا فإن النادي الآن بحاجة إلى إدارة شجاعة تتخذ قرارها من أجل مصلحة النادي دون الخشية من اسم المدرب وشهرته وإعلام بلده، فالاتفاق مُلك جمهوره ومحبيه وليس مُلكاً لجيرارد ليتدرب التدريب فيه.
رسالتي
في عهد جيرارد رحل الكثير عن النادي من الطواقم الفنية والإدارية واللاعبين أيضاً ولم تقتنع الإدارة أن المشكلة الحقيقية مازالت موجودة، ومن خلال تعاطي الإدارة مع المدرب يبدو أنها في الأخير قد تستقيل لاعتقادها أخيراً أنها المشكلة المهم أن جيرارد الخالي من العيوب لا يُمس.
** **
- محلل فني