خالد بن حمد المالك
ذات يوم قال الملك فهد بن عبدالعزيز بأن لا أحد له فضل على المملكة سوى الله سبحانه وتعالى، وكان في ذلك محقاً وصادقاً وأميناً فيما قاله، فالمملكة هي صاحبة الفضل على الآخرين، داعمة لهم بالمال والعون في التنمية والاقتصاد، ولها من المواقف الإنسانية ما لا يُعد ولا يُحصى.
* *
وفضل المملكة، لا تمن به، ولا تراه إلا واجباً نحو الأشقاء والأصدقاء، يتساوى فيه المسلم وغير المسلم، العربي وغير العربي، بعُدت مسافته عن المملكة أو قرُبت، فالتعامل واحد، والسياسة لا تُفرِّق، والهدف المنشود لا يتغيَّر، فهذا نهجها، وهذه قيمها، وتلك مواقفها.
* *
ومن يدّعي أن له فضلاً علينا، فهذا غير صحيح، ومن يقول إنه صاحب فضل علينا، فهو يدّعي ما لا ينسجم مع الواقع، ومن يرى أنه وقف مع بلادنا وقت الشدة، فعليه إثبات ذلك، فالله وحده هو من كان نصيرنا، ومن بعده قيادة حكيمة وشعب أبي، لا غير ذلك.
* *
من حين لآخر يأتي من يمنَّ علينا بما لم يفعل، ويقول من الكلام ما لا يتفق مع الواقع، ويتحدث عن المملكة، وكأنها دولة ضعيفة أمام عدو متربص تحتاج إلى من يساعدها، وهو يعرف أن كلامه مردود عليه، ويخالف الحقيقة، ويفتئت عليها.
* *
المملكة اعتمدت على قوتها الذاتية، وهي لم تكن في أي يوم وجهة لاعتداءات الآخرين، لأن من يفكر بذلك يعرف قوتها فيتراجع، ومن تقوده مغامراته يحسب ألف حساب، لأنه سوف يهزم في أي عدوان عليها.
* *
والمملكة تشتري حاجتها من السلاح بمالها، وليس هبة من غيرها، وهي تنوّعه من أكثر من مصدر، وهي تقتنيه للدفاع عند الحاجة، ولا تشتري به للإضرار بأحد، أو لاستخدامه في غير ما اشتري من أجله.
* *
لا توجد قواعد أجنبية في المملكة، لأن من يحميها هو الله ثم قيادتها وجيشها وشعبها، ولا تتوجس خوفاً من أي قوة، لأن لديها من القوة ما يكفي لتكون المملكة كما هي الآن آمنة ومستقرة ومتطورة، اعتماداً على الانسجام والتعاون والتفاهم بين القيادة والشعب.
* *
أزيد على ذلك بأن للمملكة رباً يحميها، فهي بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين، وأرض الرسل والأنبياء، والتاريخ يتحدث عن اعتماد المملكة على رب البرية، ومن ثم على قدراتها الذاتية.
* *
هذه هي المملكة، أمن مستدام، وتطور مستمر، تتعامل مع الجميع باحترام، فلا تتدخل بشؤونهم الداخلية، ولا تسمح لكائن من كان أن يتدخل في شؤونها.