ليلى أمين السيف
في كل مكان أنا..
أنا على هذه الأرض أسير وروحي بين السحب هائمة وطموحي فوق الجبال يطير..
أنا في كل حين وفي كل مكان وحيز ومقر ومستقر
في دروب الحياة أتسكع ولله وحده أسجد وأركع..
قد أكون حرفاً مركوناً بين دفتي كتاب..
وقد أكون جملة مهملة ملقاة هناك أو هنا..
أو ذاك المسمار المغروز بقسوة على ذاك الباب
وقد أكون شهقة داخل صدر مختنق.. أو فرحة طفل مغتبط..
ربما أنا جرح ملتئم أو ربما نزف مشاعر منهمر..
أو ربما أكون قيس يبحث عن ليلاه فهو منكفئ في وحدته وعلى نفسه دوماً منغلق.
أو قد أكون صحوةَ ضمير على حافة اعتراف أحمق أو صمت أخرق..
أو أنين لفؤاد أضناه الشوق وضلوع هدها الصبر فلا روح لها حنت، ولا قلب لها رق
وربما دموع تنوء بها الأعين ويفضحها الأنين.. ويكسوها الحنين..
أو قطرة ماء أسقت قلوباً وربت..
أو ربما كلمة جارحة أدمت أفئدة وفرت..
أو مواطن يحلم بالعدل في زمن العار والذل..
أو عصفور مهاجر ليس له متكأ سوى حلم فاخر أو نوح قاهر..
وفي أحضان الوحدة أرحل
ومن منفى لسجن أترحل
ومن بيت لعمل لقبر أجوب وأتنقل..
قد تحوطني الخيبة وقد يقهرني الخذلان..
وربما أختفي وأصبح خارج التغطية لفترة ما..
وأعود للبهجة والحياة والشروق من جديد
دوماً أنا بمشاعر متأججة متذبذبة من علو وسمو ورفعة إلى سقوط وسفول وضحالة.
أنا الشاعر.. أنا الأريب الألمعي
أنا الجاهل.. أنا الأحمق الأهوج الأرعن أنا فاشل أنا غبي..
أنا الحرب الرعناء.. أنا السلام والحمامة البيضاء..
أنا السراب للجبان الخائن والحقيقة للصادق بلا خذلان..
أنا الغائب الحاضر أنا الراحل المغادر.. أنا الذاهب أنا العائد..
أنا ذاك الجاحد أنا الذي لربه شاكر حامد..
أنا المرساة وأنا العكاز.. أنا العود والخيزران.. أنا العصا والصولجان..
أنا أقيم وأستقيم.. أنا أسقط وانحني.. أعتدل فأستوي.
أنا بلا اكتراث..
أبيض بلا سواد وحالك السواد بلا بياض..
أنا حب تافه أو قصيدة عصماء..
أنا البغض أنا العشق والهوى.. أنا المعادلة الصعبة...
أنا غريب بلا أرض. ومواطن بلا وطن وعزيز بلا عز وأصيل بلا ثمن..
أنا هنا وهناك..
** **
- كاتبة يمنية مقيمة في السويد