علي حسين (السعلي)
سيف المرواني اسم لامع في مجالات كثيرة، من أهمها ،من وجهة نظري، الشِعْر فهو حامل لوائه ومدافع عنه حد آخر نقطة من حبر قلمه. نعم، فهو إلى الآن يفرش الورق الأبيض أمامه ويأكل بسم الله زاده، الحرف كتابه وحلاه السطور حين تتراقص أمام عينيه فرحا بانتهاء نص راقٍ شفاف كروحه، هكذا هو سيف المرواني حبن يجنّ جنون الكتابة عنده، يفصل عن العالم الذي حوله وكأن لحظة الكتابة وسط الضجيج أنسب مكان لينتج نصا أدبيا مفارقة عجيبة مع هذا السيف كنت في رحلة قصيرة إلى القاهرة وتحديدا جمعني به كازينو النيل والنيل وليل القاهرة حكاية من جمال لاينتهي جلستُ أمامه وأنا شارد الذهن في تفاصيل محياه متسائلا سِرْ ابتسامته الدائمة على وجهه، كنت أتحدث معه في الشأن الثقافي عموما، وأن المثقف الآن مع هيئة الأدب والنشر له حظوظه الكثيرة والمختلفة والمهمة لم تكن كالسابق، وهكذا نتحدث، وفجأة مالت عيناه على الورق وأشار بأدب على النادل وإذ ْ بالقلم سابحا في الورق وكأنه في ليلة القبض على عروسة النيل وتركني وأنا أمامه يكتب ثم يكتب ويكتب مرّت ساعة ساعتان ثلاث ..والسيف قلمه على الورق قاتلا كتابة بلا رحمة، يبتسم مرة ويحزن مرات، وهكذا وأنا أقرأ في وجوه الحاضرين عينا عينا، رمشا رمشا، ابتسامة ابتسامة وحين التفت لسيفنا وإذا هو يقول لي مبتسما:
انتهيت من كتابة خمسة نصوص !
هكذا هو سيف لا يكتب إلا في الطائرة وهو مسافر أو في مكان يعج بالأصوات والضحكات والأحاديث بهذه الطريقة أنجز ستة عشر كتابا ما بين شعر وقصة وخواطر.
هذه المقدمة ما هي إلا للاحتفاء بسيرة طيبة عطرة لأديب سعودي مبدع ولا يزال ما شاء الله ينجز كتابة اسمه سيف المرواني، ولكن أبى كعادة أدبي جدة -رغم الظروف التي تمر بها الأندية الأدبية إلا أن هذا النادي العريق الذي لا يزال يعطي بعد قرابة الخمسين سنة قاهرا كل عقبة تواجهه- إلا أن يحتفي بالسيف عن طريق منتدى عبقر الشعري في أمسية تليق به، وفعلا صافحنا الشاعر سيف المرواني بروائع حروفه التي تنبض شوقا للوطن وعطرا بالكلمات وكانت هذه الأمسية مفاجأة للحضور من خلال حوارية ابتدرها عريف الأمسية الشاعر خالد الكديسي ونائب منتدى عبقر باقتدار ليكشف لنا الجوانب الإنسانية لسيف المرواني تحدث بحب ونطق بالشعر وابتسم للكلمة المحلقة في فضاء الثقافة والأدب والفكر تحدث المرواني عن بداياته في مكتبة خاصة كان يذهب إليها كل يوم ليقرأ كتابا خلف كتاب، حين يذكر القاهرة تنساب من عينيه لمعة فرح وكأنه يتحدث عن عروسة في غاية الجمال والحُسْن وهو يقرأ نصوصه على الحاضرين كأن تسمع عازفا على وتر الجمال وشجنا تسافر معه إلى الغيمات، هذا السيف كان وفيا لثقافية الجزيرة والرياض والمدينة التي منحته جواز عبور من خلال نصوصه للمتلقين ذاكرا في تلك الأمسية العبقرية أن قلما أهدته طفلة في إحدى المقاهي القاهرية وهو يكتب والحاضرين يستمعون لحفلة هذه هي طريقته في الكتابة، وسط تعالي الأصوات يكتب، وفي الليل نديمه يشاهد القمر ويكتب هذا القلم كان أجمل وسام وتكريم ودرع تلقاه في حياته؛ لينتهي هذا المساء بتوقيع آخر دواوينه «ساعة إلا دقيقة»
شكرا سيف
شكرا أدبي جدة
شكرا منتدى عبقر الشعري لهذا الصمود والإبداع، نصيحتي للقائمين على هذا المنتدى الشعري أن يحافظوا على هذا الجمهور الكبير والكثير حبا ودفئا، ويعضوا عليهم بالنواجذ فهم المكسب الحقيقي للنادي ولعبقر ولجدة التي تستحق منّا كل حب وإخلاص..
«سطر وفاصلة»
حبيبته …
هذه رسالته الأولى لكِ :
باسم الله ثم الصلاة على نبي الهداة، ثم المحبة الصادقة والأشواق الملتهبة لمن يهواه أما بعد :
هو عاشق حدّ الثمالة، ودعيني أكشف لك ولهذا المحب حاله:
هو يراكِ أول العشق ومنتهاه حتى إن خسر دنياه، فقط ليبصر ابتسامة على محياك تغازل الروح محياه فقومي وارقصي.. فلمثلك تختال كالطاووس كِبرا بأنه اختاركِ دون النساء عاشقةً فاحفظي العهد يا حبيبة عمره وأخراه.
التوقيع بدلا عنه.. صاحبه..