علي حسين (السعلي)
الفانتازيا
تسمى أدب الخيال ويعرف بأنه فن يقوم بالأساس على الخيال الواسع والأساطير والخرافات ذات الشعبية الواسعة لدى الجمهور، التي تتمتع بجاذبية قوية بسبب قدرتها على أخذ المشاهدين في رحلة جميلة في فضاء الخيال، والأساطير التي طالما سمع بها على مدار التاريخ، ويتميز هذا النوع من الفن بقدرته على التشويق والإثارة القائمين على الغموض، ويعتبر أبو عمر مصطفى من أبرز رواد هذا النوع من الأدب في العالم العربي, طبعا هناك ما يسمى أدب اليوتوبيا المدينة الفاضلة والتي تشتق من تعريفات أفلاطون وعكسها ديستوبيا.
«الزافر»
حينما شاهدت حلقتين من مسلسل الزافر تذكرت هذا النوع من الفانتازيا الشيء الغرائبي أو ما أسميه خيالاً درامياً بمواصفات شعبية لماذا قلت شعبية؟ لأني أنا مهووس بالتراث الشعبي خصوصاً الجنوبي «جنوب السعودية»، ومنها انطلقت في كتبي «السعلي», أنثى السواد, «خلك رجال»، وأخيراً رواية «حكاية كيد» فكل هذه المطبوعات ألفتها اتكاء على الموروث الجنوبي ظناً مني فقط للمحافظة عليها كتابة وحفظاً وللأجيال القادمة ففي تراثنا من حكايا الجدات وبعض المحفوظات من الذاكرة القروية انطلقت في كتاباتي وبإذن الله لم أزل.
فعندما شاهدت عملاً جنوبياً خالصاً في قناتنا السعودية الأولى بعنوان الزافر، انتابني هذا الشعور الحقيقي حنيناً للماضي وذكريات طفولتي فالمكان منطقة الباحة وتحديداً قرية ذي عين في تهامة باحتنا المكان الذي يشع جمالاً وخضرة وطبيعة خلابة ساحرة. وعند كلمة ساحرة أقف هنا لحكايات السعلوة التي تجيد نسجها الأمهات لتخويف أطفالها لعدم الخروج ليلاً, وكم تحوي قصصاً كثيرة فيها الذي لا يصدقه العقل البشري مدفون للأسف في صدور الرواة, وكم طرت فرحاً بمسلسل الزافر عنواناً بداية ثم تخيلت ماذا يحدث في قادم الحلقات, وتساءلت «هل يكون السحر حاضراً فيه, أم قصة فنتازية عجائبية غرائبية ؟ ومن خلال حلقتين
منه وجدت أن القصة كلها تدور على صراع وهذا حسن لكن نقطة البداية مفقودة لحدث قادم ومجهول, ما أقصده لم أجد سوى خنجر مسروق وحوله تبنى الأحداث وتتصاعد بين قبيلتين, يعني صراع بين الخير والشر وهذه على كل حال لب الدراما, ولكن الحق تمنيت من القائمين على مسلسل الزافر أن يكون الحدث أكبر من مجرد خنجر مسروق! هناك حكايات شعبية جنوبية قد تثير المشاهد وقد وقعت بالفعل, منها على سبيل المثال ذاك الثعبان الضخم الذي شق أرضاً وقسمها نصفين حقنا للدماء التي حصلت بين قبليتين, وهكذا هناك قصص كثيرة في باحتنا في جنوبنا كله كلها فانتازيا! عموماً لازلنا في أول حلقتين وربما القادم من المسلسل يكشف الأغرب.
«سطر وفاصلة»
مسلسل «الزافر» أحداث تدور حول عادات وتقاليد وحياة العوائل والأُسر في جنوب المملكة العربية السعودية، وكيف يمكن للصراعات والشك والغيرة أن تخلق الفوضى والكراهية، ويضم المسلسل السعودي الزافر عدداً كبيراً من الممثلين ومنهم: راشد الشمراني، مريم الغامدي، جبران الجبران، غادة الملا، أحمد شعيب، مروة محمد، مرزوق الغامدي، أيمن مطهر، عزيز بحيص، وبدور العتيبي والعمل من تأليف عثمان جحى وأحمد راشد المسعري وابتسام المنصور ومن إخراج سيف الشيخ نجيب.
يصور المسلسل في منطقة الباحة، واستوحيت اللهجة المستخدمة فيه والمأكل والمشرب والديكور من الثقافة الجنوبية بشكل عام.