عبدالله بن محمد المسعد
الذي أعرفه أن من الملاحظ عند أهل الاختصاص أن اللهجات لا تثبت ولكنها تتغير مع مرور الزمن، ويكون الباعث على تغييرها نابعاً من أفراد المجتمع، فيحصل مع الوقت لظروف معينة وربما مع اختلاط أفراد المجتمع مع أفراد آخرين أن تدخل ألفاظ جديدة أو يتغير تركيب لفظ معين بحيث يطرأ عليه تعديل طفيف، وقد لاحظت في السنوات الأخيرة أن نون النسوة قد اختفت عند جماعات من المجتمع السعودي سواء الذكور أو الإناث عندما يكون الحديث في شأن النساء، فيقال راحوا وجاءوا بدلاً من رحن وجئن، ويقال قابلناهم بدلاً من قابلناهن، ويقال لهن وين رحتوا بدلاً من رحتن وهكذا، وهذا الأمر أصبح معتادًا وسائغًا عند الصغير والكبير، بل إن الصغير يأخذه من الكبير وهو معذور في ذلك لأنه يعتاد ما قد سمعه ويكون هو الدارج على لسانه، ولكن الذي يؤاخذ على هذا الفعل هو الكبير الذي كان ينطق مثل هذه الكلمات نطقًا صحيحًا كما كان يسمعه من آبائه وأمهاته الذين درجوا على التفريق بين الألفاظ المذكرة والألفاظ المؤنثة في كافة الكلمات، ولكنه يتركها إما مسايرة للآخرين مع علمه ببشاعة هذا الاستعمال أو جهلًا منه وهذا يُعذر إذا لم يجد من ينبهه إلى ذلك، ويقع على عاتق الغيورين على لغتهم حتى لو كان نطقها بالعامية التنبه لهذا الأمر وتنبيه من يقع في مثل هذه الأخطاء إلى استعمال النطق الصحيح لها؛ لأن قرب العامية من اللغة الفصيحة أفضل من خلق مسافات أخرى تُبعدها عنها بسبب هذه الكلمات النشاز، وأنا لا أنكر كما قلت أن يحصل تغيير في اللهجة فهذا أمر ثابت مع ما يحتاجه من عقود من الزمن، ولكن الذي لا أستسيغه وربما كثير غيري حصول تغيير كالذي أشرت إليه والله من وراء القصد.