عبدالكريم بن دهام الدهام
اتجهت الأنظار خلال هذا الشهر الكريم «رمضان» إلى فعاليات ختام جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، هذه الجائزة التي نذرت نفسها على خدمة القرآن الكريم منذ 26 عاماً، في 6 فروع، حيث يشمل الأول: « فرع القراءات» وهو أعلى فروع المسابقة حيث يشمل حفظ القرآن الكريم كاملاً بالقراءات السبع المتواترة من طريق الشاطبية «رواية ودراية» مع حُسن الأداء والتجويد، والفرع الثاني: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد وتفسير مفردات القرآن الكريم كاملاً، والثالث: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع حسن الأداء والتجويد، والفرع الرابع: حفظ عشرين جزءًا متتالية مع حسن الأداء والتجويد، والفرع الخامس: حفظ عشرة أجزاء متتالية مع حسن الأداء والتجويد، والفرع السادس: حفظ خمسة أجزاء متتالية مع حسن الأداء والتجويد، لتكون هذه الجائزة مصباحاً مضيئاً ينطلق من الرياض ويصل نوره إلى مناطق ومحافظات المملكة جمعاء.
وتصبح الإشارة الفارقة والمشروع الخيري الكبير الذي يشمل حفظة القرآن من أرجاء مناطق ومحافظات المملكة يرنون من بعيد إلى هذه المسابقة فتميل أفئدتهم إليه محملين بأروع الكلم في صدور تريد رضا الله عزوجل وغفرانه.
إن جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره «للبنين» شهدت منذ انطلاقتها عام 1419هـ بتبن كبير وبرعاية كريمة وبدعم متواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله -.
واحتضنت طوال فترة إقامتها أبناء وبنات الوطن الذين خدموا الساحة بعطاءاتهم وخدمتهم لكتاب الله تعالى، ونجدها فرصة لنزجي الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - على عظيم اهتمامهما وكبير رعايتهما لكل ما من شأنه عزة هذا الدين ورفعته، ومن ذلك دعمهم لحفظة كتاب الله تعالى وحثهم لأبناء وبنات هذا الوطن المبارك للإقبال على القرآن الكريم وترسيخ قيمه ومبادئه في نفوسهم، والشكر موصول لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ ولوزارته الموقرة على اهتمامه بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ودعمه جميع أنشطتها.
في أمسيات القرآن التي نظمتها الجائزة، كان اللافت فيها مشاركة 125 متسابقاً ومتسابقة في التصفيات النهائية تأهلوا إلى هذه المرحلة من 3 آلاف مشارك في التصفيات الأولية من مختلف مناطق المملكة في فروع المسابقة، علاوة على قيمة الجوائز للمسابقة في دورتها الحالية التي تتجاوز 7 ملايين ريال، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية المميزة الكبيرة.
نعم، لقد أصبحت حقاً جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره هدية الملك سلمان إلى أبناء وطنه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برعاية مناشطها وتنظيم فعالياتها والالتفاف حولها من منطلقات الواجبات الدينية المجتمعية ومنارةً تعكس اهتمام المملكة بكتاب الله سبحانه وتعالى وأهله، ومواصلة لنهجها الراسخ في تعزيز العناية بالقرآن الكريم ونشر علومه وترسيخ قيمه ومبادئه التي تدعو لنشر الخير وإذكاء روح التنافس بين أبناء وبنات الوطن في حفظه وإتقانه.
ندعو الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يكتب له المثوبة والأجر، وأن يجزيه خير الجزاء على كل ما يقدمه من جهود مخلصة في سبيل خدمة الإسلام والقرآن الكريم.