نجح مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم -بفضل الله- في إجراء عملية دقيقة ومعقدة لاستئصال ورم ضخم بدماغ رضيعة حديثة الولادة عمرها «14» يوماً عانت من عدة أعراض أبرزها مشاكل في التنفس والبلع وزيادة حادة في ضربات القلب.
ذكر ذلك الدكتور ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج.
والذي أضاف أنه عقب ولادة الطفلة بالمستشفى، لاحظ أطباء عناية حديثي الولادة، وجود زيادة حادة في نبضات القلب ومشاكل في عملية التنفس، كما لاحظت الأم أثناء عملية الرضاعة صعوبة شديدة في البلع مع البكاء المتكرر ولفترات طويلة. على الفور قام الأطباء بتوصيلها بجهاز التنفس الصناعي نظراً لحالتها الصحية الصعبة، ثم إخضاعها لفحوصات دقيقة بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية إضافة إلى عدد من التحاليل المخبرية.
وقال الدكتور ناجي إن نتائج الفحوصات كشفت عن وجود ورم ضخم في الدماغ بطول (9×9) سم، متمركز بغرفة الدماغ الثالثة نتج عنه ضغط شديد على مراكز التنفس والقلب داخل المخ، وهو الأمر الذي يفسر الأعراض التي عانت منها الطفلة منذ لحظة ولادتها. وعلى الفور تم استدعاء استشاريي جراحة المخ والأعصاب والعناية المركزة وأطباء التخدير لمناقشة الحالة.
وأشار إلى أن الفريق الطبي بعد دراسة نتائج الفحوصات قرَّر التدخل العاجل لاستئصال الورم، وذلك للحيلولة دون إصابة الطفلة بمزيد من الأعراض الخطرة -لا سمح الله- وبعد اتخاذ كافة التدابير اللازمة لصحة وسلامة الطفلة، أجريت لها عملية جراحية معقدة استغرقت 4 ساعات تحت التخدير الكامل، مع الاستعانة بأجهزة الميكروسكوب المتطور ومراقبة الأعصاب، حيث تم تحرير الورم من التصاقاته واستئصاله بالكامل، وإزالة الضغط القائم على مراكز المخ الحساسة.
وأكد الدكتور ناجي مسعود أن جهود الفريق الطبي تكلَّلت بالنجاح التام ولله الحمد، حيث نقلت الطفلة إلى العناية المركزة لحديثي الولادة، تحت أجهزة التنفس الصناعي لمدة 3 أيام، وقد أبانت المؤشرات الحيوية تحسّناً واضحاً في وضعها الصحي، كما أكدت مؤشرات الفحص السريري لها قدرتها على تحريك كامل الأطراف العلوية والسفلية، وخرجت من المستشفى في اليوم العاشر وهي بصحة جيدة، مع وضع برنامج خاص للمتابعة الطبية.