عبدالكريم بن دهام الدهام
ها هو شهر رمضان المبارك يدخل محطته الأخيرة، ها نحن قد دخلنا في العشر الأواخر، حيث تقع فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، وفيها تنزَّل القرآن الكريم، هدى للناس وبينات، وفي العشر الأواخر، أجر عظيم، حيث يكون لله في كل ليلة منه عتقاء من النار.
مع وصولنا إلى هذه العشر، لا يزال في حوزتنا الكثير من الخير، فهي من أفضل عشر ليالٍ للقيام بالعبادة والأعمال الصالحة، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، عبر الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، فقد رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذا دخل العشر، شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله».
مع دخولنا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تتزايد مشاغلنا، فالجميع يتأهب للعيد، ولكن يظل هناك متسع للعبادات، كقيام الليل، والنوافل، والاعتكاف، والإكثار من الصدقة والزكاة، ففي ذلك تقريب القلوب من بعضها بعضا، وتنقية للنفس من الشح والبخل، وفيه إدخال للبهجة على قلوب أناس أنهك الفقر عاتقهم، وأطاح عن وجوههم الفرحة والبهجة، وأضناهم كثيراً.
في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، من الأجدر بنا أن نتذكر أولئك الجياع الذين ينامون ليلهم، وقد فرغت أمعاؤهم، نتذكرهم بما تجود به أنفسنا، وببذل جميع ما في وسعنا في الحملة الوطنية للعمل الخيري بنسختها الخامسة، التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عبر منصة «إحسان»، التي ستنتهي بانتهاء شهر رمضان، والتي أجدها فرصة لدعوة أفراد المجتمع كافة والمحسنين للإسهام في أعمال البر والتكافل المجتمعي، خلال شهر يتضاعف فيه الأجر والمثوبة.
في هذه العشر، لا يزال الخير وفيراً، وعلينا أن نعمل كأفراد وجمعيات وشركات ومؤسسات، لدعم الحملة الهادفة إلى دعم العمل الخيري وتعظيم أثره، التي تتلقى الرعاية والاهتمام الكبيرين من الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -.
عبر هذه الحملة، يعلمنا وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» درساً بالغ الأهمية في الخير، ومن خلالها يمضي على نهج الملك المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي وصلت يده البيضاء جميع أرجاء المعمورة.