عبدالمحسن بن علي المطلق
مدخل لبطاقة.. الشيخ الذي توفي بالأمس القريب 17 من رمضان هذا، رحمه الله برحمته الواسعة وتقبّله بالصالحين.. اشتَهَر بكنيته (أبي إسحاقَ الحُوَينيّ) (1375- 1446هـ/ 1956- 2025م)، واسمه «حجازي محمد يوسف شريف».. عالم ومحدِّث سنِّي مصري، وداعية مؤثِّر، يُعَدُّ من أبرز شيوخ السلفية في مصر، وله عِدَّةُ مؤلفاتٍ وتحقيقات، وتأثر بالشيخ المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني.
لا.. ليس في جُعبتي شيء إزاءه أو موازٍ قدره، لكن هنّ كليمات أتقرّب بهنّ من قِـبل قدر أمثاله، لأقول..
= العِالم للعَالم كالطنب الذي يشدّ به الخيمة، ففقد إحداهن يجعل قوامها مُعرّضاً لعدم توازنها.
= في رحيل أي عالم تفقد الأمة مصباحاً ينير لها طريق الحق ويدلها عليه إن هي مالت بها الأهواء، أو ساحت بها المسالك.
= لأنه من نذر نفسه لخدمة أعزّ سُبل الدنيا الذي، وصفه المولى تعالى بـ(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ)، فلا تجد عملاً دنيوياً يماثله سوى من نهج حذوه، لأنه كما قطعت الآية أن (لا أَحْسَنُ) من ذاك السبيل.
= والعالم حسبه أنه (وريث) ليس للحكام ولا للأغنياء ولا من أخذوا من الدنيا عزّ مال أو وجاهة منزلة، بل زمرة من اختارهم الله – واصطنعهم - لحمل رسالته المنقذة للبشرية في الدارين، وبالأخصّ الآخرة.. ((الأنبياء)).
= وهم من بذلوا بلا مقابل ولا حتى انتظار.. في تقويم الخلق، تربية وسلوكاً فضلاً عن علم ودعوة، فكان عبء ذلكم على أكتافهم ولا يئنّـوا، أو يتبرّموا، وهم (بعد الرسل) من خصّهم الله بتزكية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، وكذلك حُصر مدحه.
= المرجع لطائفتهم (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)، وزكّاهم بمرتبة (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ...) لا من سواهم.. على أنه يبقى بعد ما تقدم الإثراء عن العلماء، وعن منزلتهم هو دون أن يطاله مدادي الواهن وقلمي المتطفّل على قدرهم.. المتضعضع - وإن حاول - دون تناوءٍ وإن حاول فإنه إلا ويكبو دون مداهم، وما أمدّهم الله به من منزلة لحديث (فضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب).. صدق المعلّم الأول (من القرون الأولى) محمد صلى عليه ربه ما سجع طير، وسلّم.. وما نما من ثمر.
إشارة
«قال أيوب السّخْتِياني - رحمه الله -:
(إني أُخبَر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي)، كيف به.. أبا أيوب - رحمك الله - إن كان عالماً؟!