رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
طارق رجل فاضل.. لازمه المرض قبل عقد من الزمان تغلغل في جسمه وصال وجال لكن لم يهزم إرادته وعزيمته، عمل الأسباب وأيقن بالأقدار.. لكن لم يهجر الحياة بقى صامداً ينقل آلامه معه ويطلق التفاؤل ويهدي الابتسامة والكلمة الطيبة وينشر السعادة، كان رحمه الله مدرسة بالصبر والأمل بالفرج، ومن خلال حسابه في منصة x يرسل رسائل بطعم الحكمة والود لمتابعيه، فكسب تعاطف الآلاف الذين لهجوا له بالدعاء والشفاء.
كان أبو عبد الله مريضاً استثنائياً في قصته مع المرض، وكانت أبوابه مشرعة من وقت إلى آخر، وكم كنا نسعد برؤيته بعد مراجعته وهو يحمد الله ويشكره، ويتوجس أخبار محافظته الرس التي وقعت في قلبه وكان حريصاً على نموها وتطورها، نسعد بزيارته لنا في ديوانيتنا (السبتية). وسابقاً كان يتلطف بالسلام على والدنا رحمه الله حاملاً مشاعر الأنس والسرور، وشاطرنا العزاء فيه لكن دنيانا تجمع وتفرق، والأجل قُدِّر وحدد في كتاب لا يحيد، وخطف الموت طارق ولم يمهلنا وداعاً، رحل الجسد الطاهر وبقيت الذكرى الجميلة والسيرة العطرة، تسابقت الدعوات له بالرحمة والغفران وأن يسكنه فسيح الجنان، دعوات حاضرة وأخرى أرسلت مشاعرها من بعد.
الراحل الفقيد طارق عبدالله الخميس غادر دنيانا بعد أن ترك مساحة من الألم فهناك عيون بكت وقلوب حزنت، ولسان حاله إخوتي لا تنسوني من دعواتكم. اللهم ثبته بالقول الثابت واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا واجعل ما أصابه كفارة وطهوراً.. اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً وارحمه برحمتك وأسكنه فسيح جنانك وجبر عزاء أهله وأسرته وعظم أجرهم بفقيدهم الغالي.. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).