كاتب فهد الشمري
لقد كان رجل الساعة الحاسمة التي طالما انتظرناها، ليأتي فارس يحمل الراية ويسعى في صناعة مملكة جديدة بدماء جديدة، وإدارة جديدة تقدم الوطن ومصلحته على كل المصالح، وتسعى في كسب الأوراق الرابحة التي يستطيع أن يلعب فيها مع الكبار، حتى صارت المملكة مفخرة لكل مواطن وعربي شريف، وصارت في أعين الأصدقاء حليفاً قوياً، وفي نظر الأعداء حصنا حصيناً لا يمكن المساس به، وهكذا دأب العظماء في صناعة التاريخ، فصارت السعودية العظمى عظمى في كل شيء شهد بذلك العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب.
في ذكرى بيعة ولي العهد التي تتجدد كل عام، حباً في صفاته وأفعاله التي تميزت بالحكمة والحنكة فتجده فارساً مبدعاً خلاقاً في كل مجالات الحياة ونواحيها، وأوصل المملكة إلى مكانة عالية جعلت الجميع يقفون ويرفعون القبعات احتراماً لها ولمكانتها بين كل دول العالم.
إن الأمن والأمان الذي تنعم به بلادنا ليس إلا ثمرة لجهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين اللذين جعلا مصلحة البلد وأمنه واستقراره أسمى ما يسعيان لأجله، الأمر الذي جذب الاستثمار والمستثمرين من كل أصقاع العالم، فصارت المملكة من أخصب أماكن الاستثمار على مستوى العالم، فكل الأمور تيسرت والتكنولوجيا التي سعى لترسيخها ولي العهد جعلت المستحيل ممكنا، فصارت أغلب الأعمال تقضى بدقائق وساعات معدودة فيما تأخذ في دول أخرى أشهراً وسنوات. إن خطوات ولي العهد -حفظه الله- الثابتة نحو المجد والشموخ والعلو ستظل محفورة في ذهن كل مواطن عاش ويعيش في هذه البلاد المباركة، فالمملكة الآن ليست تلك التي كانت في الأمس، لمواقفه الشجاعة أجبرت الجميع على أن يتعاملوا معها على أنها قوة وقوة فاعلة ومؤثرة في محيطها العربي والإسلامي والدولي، ولم يكن ليأتي هذا إلا بالخطوات التي قام بها ولي العهد الذي صرف بأفعاله الأنظار لتتحول المملكة إلى دور قيادي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن البيعة لولي عهدنا حفظه الله لا تأتي من فراغ، وإنما تأتي من قلوب محبة وأفئدة صادقة وعقول مفكرة أيقنت أن المال وحده لا يكفي لصناعة القوة، بل تأتي القوة من عدة عوامل مجتمعة أمسك بخيوطها ولي العهد وعلم الكيفية التي من خلالها يحرك تلك الخيوط ليكتمل المشهد الذي كان ينقصنا.
إن من أجمل الأشياء التي خطرت ببالي وأنا أكتب مقالي هذا هي أنها بيعة جاءت في أواخر أيام شهر رمضان، أي أيام مباركة وفي شهر مبارك فهي بحق بيعة مباركة، ولن تؤدي إلا زيادة الخير والنماء والبركة، فالتغيير إلى الأفضل هو مطلب الجميع. وهو الهدف الذي سعى إليه سموه من أول يوم، فأصبحت المملكة قبلة لكل الناس بما في ذلك المجال الرياضي حيث باتت الأندية السعودية تستقطب العديد من نجوم ولاعبي كرة القدم، فبات الدوري السعودي من أقوى دوريات العالم الذي يحب الناس مشاهدته إضافة إلى التتويج الأكبر الذي توجت به المملكة أخيراً وهو قرار استضافتها لكأس العالم 2034م، الأمر الذي يعكس قوة المملكة على كافة الأصعدة، وكذلك استضافتها لمعرض أكسبو لعام 2030م الذي ستحتضنه الرياض، ناهيكم عن المؤتمرات التي تعقد بشكل أسبوعي وشهري ودوري بمختلف مجالات الحياة.
ولكوني متخصصاً في المجال القانوني فإن التطورات التي حصلت في القضاء من خلال نظام ناجز وحضور الجلسات عن بعد والتواصل مع الخبراء والذي صار يتم إلكترونيا تبهر العقول وتدهش العيون، لما حقق من قفزات نوعية ما كنا نعلم بها في احلامنا، فصارت واقعاً ملموساً نراه بأم أعيننا ونعايشه كل يوم وكل ساعة.
حفظ الله المملكة وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ومزيداً من التطور والازدهار، فالخير كل الخير في طاعة ولي الأمر والخير ألفناه وعرفناه من هذه الأسرة الكريمة دائماً وأبداً، كما أسأل الله تعالى أن يحفظ المملكة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين ملك العدل والجزم وولي عهده الأمين صاحب الرؤية السديدة وحامي حمى العدالة وداعمها.