فهد عبدالعزيز الكليب
يعد يوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1438هـ- الموافق 21 يونيو (حزيران) 2017م، موعدًا لا يُنسى أو يُمحى من ذاكرة التاريخ السعودي، ومنذ الساعة الأولى التي صدر بها الأمر الملكي باختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع، ومن ثم رئيسًا لمجلس الوزراء، ومنذ ذلك التاريخ وفكر وعقارب ساعة سموه لم تقف عن العمل الجاد المتواصل والدؤوب، وهو مشغول ومهموم بقضايا وطنه الكبير، وتنميته وبنائه وتطويره، وبناء سياسته واقتصاده ومستقبله، ورؤيته، مشغول أكثر من شأنه الخاص، ومثقل بما هو أكبر من حمل جبل طويق على كتفيه، حتى قبل أن يتولى منصب ولاية العهد وتحديداً في عام 2014م كان يتحدث سموه بحماس متقد عن الرؤية عند زيارة الملك سلمان إبان ولايته للعهد عندما زار فرنسا وكان في معيته الأمير محمد بن سلمان وكانت تلك الرؤية هاجسًا لديه يعتمل في فكره قبل أن يعلنها حيث تحدث: عن امكانات المملكة، وعن عدم الاعتماد على النفط، وعن توزيع مصادر الدخل، وقيادة المرأة، وعن وضع المملكة بين القارات الثلاث، وقد حقق سموه جدارة كفاءة أداء من نوع خاص، حيث امتلك مهارة عالية ونجاحات فاقت التصور لما يمتلكه من أسرار القيادة المهارية وهو في سن مبكرة وبمزيد من الوعي المدرك للمسؤولية ولأبعاد المرحلة الجديدة وبإصرار تام، وطموح وثاب، وعزم أكيد، وحزم نافذ نحو تحقيق الإنجاز على أرض الواقع المشاهد، إنجازات جبارة ومشاريع عملاقة على طول مساحة الوطن لا تقاس في عمر الزمن والتي كانت أشبه ما تكون بالحلم وبحكم المستحيل!!، لكنها تحققت - والله الحمد والمنة- فعليًا لأن ليس في قاموس سموه ومضاء عزمه لتحقيق مستهدفات الرؤية التي رسمها شيء اسمه (مستحيل) مهما كانت الصعاب، أو العقبات حيث أطاح بكل البروقراطيات التقليدية، وليس في أجندته إلا المحفزات والعمل المتتابع والمتنوع في مختلف المجالات الحيوية والتنموية لكل ما فيه تحقيق الرفاه العام للمواطن على أرضه، وجودة الحياة للمجتمع السعودي.
محمد بن سلمان أمير ملهم مؤثر بارع محنك متمكن يُشكل الشخصية القيادية الشابة الفذة والطموحة والناجحة والقوية المتمرسة ذات الفكر والقوة والنفوذ والعمل والتي سخرها لتأسيس جذور راسخة لمرحلة جديدة في فكر الدولة الحديثة والمعاصرة والمنفتحة على العصر بكل تقنياته الحديثة، بل وعلى العالم بكل تحدياته، وهو من وضع البنية التحتية الأساسية لمرحلة التصحيح العام لكل مفاصل الدولة بكل أبعاده وقيمه وبرامجه والَياته ليحمل الشباب السعودي وينهض به برؤية 2030 التي يقودها برؤى وخطى واثقة ومدروسة تعدت كل المراحل والأسئلة الحائرة: كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ وهل؟ أو أية أسئلة مطروحة ذات إيحاء معوق أو مثبط لأي منجز واعد ليجد لها الإجابة والحلول السريعة المسددة والحاسمة، لأن عراب الرؤية هو من يملك جدارة الإمساك بالمشاريع بثبات ووعي وحس مسؤول، ليبدأ بإمضاء مشاريع جديدة تصب لمصلحة الوطن والمواطن، وسموه من يشكل المسار الصحيح لتقديم الصورة المشرفة والمبهرة واللافتة للسعودية وبجودة عالية الدقة وفي زمن قياسي، وبكل كفاءة وجدارة واقتدار مما جعل المملكة العربية السعودية اليوم بمنجزاتها العظيمة محط إعجاب أنظار العالم، بل أصبحت وجهة أساسية للعالم ترنو إليه ولزيارته، ولو تتبعنا المؤشرات والتقارير لما تم إنجازه توصيفًا دقيقًا وموثقًا بالحقائق والأرقام منذ تولى سموه الملهم زمام القيادة والمسؤولية المبكرة وحتى اليوم، ولن تكون تلك المشاريع هي النهاية، بل هي البداية، بل بداية البداية لأن همة وطموح سموه لا حدود لها ولا تقف عند إنجاز واحد، حيث شهدت الأعوام (الثمانية الماضية) إنجازات كبيرة، حيث خطت المملكة خطوات متزنة ومتسارعة ومتناغمة نحو الأهداف المرسومة لتحقيق رؤية 2030 وتسطير تاريخ مجيد حافل بالإنجازات التي قفزت بالمملكة لتصبح رقماً صعبًا بين الأمم والشعوب لا يمكن تجاوزه في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية والترفيهية والرياضية حتى أصبحت المملكة وجهة لكبار القادة، وأهل السياسة، والمال والأعمال والاستثمار، والسياحة لما لها من المكانة والثقل الدولي، وحققت المملكة بجهودها المبذولة خلال تلك السنوات إنجازات عظيمة لمحاربة الفساد الإداري والمالي والقضاء عليه وتطهير المجتمع السعودي من آثاره الخطيرة وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها وأفرادها ومستقبل أجيالها، حيث يشرف سموه بكل حزم على ملف الفساد وبلا هوادة إذ يقول سمو«لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيًّا مَن كان.. لن ينجو.. سواءً كان وزيرًا، أو أميرًا، أو أيًّا مَن كان.. كل من تتوافر عليه الأدلة الكافية سوف يحاسب، وفي رسالة موجهة من سموه لرئيس هيئة الفساد ولمنسوبي الهيئة كان نصها:
(بيض الله وجيهكم، وانقلوا شكري لكل فرد من منسوبي جهازكم، وهم اليوم فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً).
لقد شاهدنا إجراءات غير مسبوقة، منذ تعيينه وليًا للعهد غير أن ما قرأته وسمعته في لقاءات الأمير محمد فاق بكثير كل ما قرأته عنه، فنحن إزاء شخصية ملهمة قوية موهوبة مهابة تعرف جيدًا ما تريد، وكيف؟ ومتى؟ وتمتلك رؤية ثاقبة للتطوير الشامل للمملكة داخليًا، وخارجيًا.