طفلة النفيعي
يأتي عيد الفطر السعيد بعد إتمام عبادة عظيمة وركن من أركان الإسلام صيام شهر رمضان، بعد أن منّ الله على الصائمين بإتمام شهرهم العظيم بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، ورجاء الله تعالى أن يعتق رقابهم ووالديهم والمسلمين من النار وذلك هو الفوز العظيم ومبتغاهم الكبير.. ففي إشراقة صباح يوم العيد توزع الجوائز
من الكريم الأكرم سبحانه وتعالى على عباده، الصائمين بفرحة حلول عيد الفطر المبارك، راجينه عز وجل العفو والمغفرة والعتق من النار أجارنا الله وإياكم منها، فنشاهد الناس صغاراً وكباراً شيباً وشباباً فرحين مستبشرين بهذا اليوم البهيج وبما منّ بهِ الله عليهم من فضله وهم في أبهى حُلة وأجمل صورة، وتعلو محياهم الابتسامات الجميلة التي ترسل مشاعر السرور والسعادة حيث يشع بها المكان وتزهر بها الحياة، فرحين بوعد الله لهم وتصديقاً لقوله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر: 10).
وفي الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي».
وقد شرع الإسلام صلاة العيدين عيد الفطر في الأول من شهر شوال وعيد الأضحى في العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام وهي سنة مؤكدة، ومن المظاهر الاجتماعية للاحتفال بعيد الفطر السعيد زيارة الأقارب والجيران والأحبة وتبادل التهنئة بالعيد مع بعضهم البعض في حب وتسامح وألفة، وخروج العائلات للتنزه في الحدائق، والزيارات ولبس الملابس الجميلة الجديدة وإعداد أصناف الأطعمة المختلفة والحلويات اللذيذة لأشهر الأكلات التي يشتهر بها عيد الفطر السعيد حسب عادات وتقاليد المجتمع في كل منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة والغنية بالمأكولات المحلية والتقاليد الشعبية الأصيلة والعريقة، وكم نسعد نحن كمجتمع سعودي وبكل فخر بموروثنا الثقافي وعاداتنا العربية الأصيلة والتي تبرز من خلالها هويتنا الوطنية.
إن الصورة الحقيقية للعيد تكمن في الفرح، أن يفرح الإنسان مهما كانت منغصات الحياة، وعلينا ألا ننسى إدخال الفرح والسرور في قلوب الأحبة وأن نزيد لهم في العطاء المعنوي والمادي «كلٍ يجود من الموجود» والمشاركة تكمن في معناها الأسمى، فالعيد يعود في كل عام برسائل عظيمة تُحيي في الإنسان رغبة الإقبال على الحياة بنظرة تفاؤلية، وعلينا الاستئناس بهذا البيت للشاعر أحمد زكي أبو شادي:
الفطر جاء بآمال نجددها
إن الحياة لآمال وتجديد..!
وفي الختام..
عاد عيدكم بالفرح والسرور
وكل عام وأنتم بخير