محمد العويفير
في كرة القدم السعودية هناك أندية تحظى بالدعم وأخرى تُترك لتواجه مصيرها وحدها. نادي الشباب هو النموذج الأبرز لهذا التمييز ، نادٍ عريق بتاريخ حافل لكنه أصبح اليوم ضحيةً وكأنه لا يستحق أن يكون ضمن قائمة الكبار ، منذ تأسيسه عام 1947 كان الشباب من الأندية التي أسهمت في رفع مستوى الكرة السعودية ، إذ حقق العديد من البطولات المحلية والإقليمية، وقدم نجومًا شكلوا ركيزة أساسية للمنتخب الوطني ، لكن المفارقة المؤلمة أن هذا التاريخ المجيد لا يجد من يقدّره أو يحتفي به، وكأن هناك تعمّدًا لتهميش النادي وتجاهل إنجازاته، الإعلام لا يعطيه حقه والقرارات الإدارية في الرياضة السعودية لا تصب في مصلحته ، وكأن المطلوب أن يظل الشباب مجرد ضيف شرف في المنافسات.
في الوقت الذي تُضَخ فيه الملايين لدعم أندية وتخصيصها، يُترك الشباب ليعتمد على نفسه في معركة غير متكافئة، لم يعد مجرد نادٍ يواجه أزمات طبيعية، بل هو نادٍ يقاتل وسط عواصف لم تهدأ، حيث تُوجّه الاستثمارات والرعايات بشكل غير متوازن بينما يحصل الشباب على الفتات، الجماهير الشبابية تعاني من نفس التهميش الذي يعانيه النادي، فهي تجد نفسها وحيدة في دعم فريقها دون أي التفاتة إعلامية تعكس شغفها وحبها لهذا الكيان ، الإعلام الذي من المفترض أن يكون منصفًا يمارس دوره في تعزيز الفجوة إذ يتجاهل بعضهم الشباب ولا يُسلط الضوء على قضاياه، ولا يُعطيه المساحة التي يستحقها، وكأن يرونه قد ابتعد عن المشهد!
إذا استمر هذا الإهمال فقد يصل اليوم الذي يدفع فيه النادي الثمن الأكبر ، وعندها لن يكون الحديث عن التنافس بل عن البقاء!
ما يحتاجه الشباب ليس مجرد تعاطف أو عبارات دعم ، بل وقفة جادة تعيد له مكانته، لأن بقاءه في هذا الوضع ليس مجرد خسارة لجماهيره ، بل خسارة للكرة السعودية بأكملها.
رسالتي
قد قال لي جدي ذات يوم : ما كل ما يُعلم يُقال.. ولكل مقامٍ مقال !
** **
- محلل فني