الاقتصادية المعقب الالكتروني نادي السيارات الرياضية كتاب واقلام الجزيرة
Sunday 3rd April,2005 العدد : 109

الأحد 24 ,صفر 1426

تهدد استعداد الإناث لمواجهة تحديات المستقبل
كشفت التقارير عموماً أن الفتيات لا تنضم إلى دروس الكمبيوتر المتقدّمة في المدارس الثانوية وعندما يستعملن الحاسبات في البيت فهن يملن أكثر للعمل في معالجة الكلمات، والاتصال بالبريد الإلكتروني أو برامج الفنّ والموسيقى، كما وجدت التقارير أن الأولاد يسجّلون في العديد من فصول الكمبيوتر المتقدّمة، فيما ذكرت دراسة أخرى أنه عندما يستعمل الأولاد الحاسبات في البيت، فذلك يكون على الأرجح للعب ألعاب الفيديو التفاعلية التي تطوّر مهاراتهم الحركية الرفيعة وردود الأفعال السريعة، أو تفكيّك الحاسبات وإعادة تركيبها.
ومن ناحية أخرى، أوصت مناقشات لجنة مؤتمر حاكم كاليفورنيا عن النساء والعائلات بأنه لا يتعين التعامل مع التكنولوجيا على أنها شّيء لا يمكن أن يتقن؛ وبدلاً من ذلك، يجب التعامل معها كأداة لجمع الذكريات، والاتصال بالآخرين وتسهيّل الحياة، وذلك لأن التكنولوجيا شيء رائع حقاً ولا يتعين التخوف منها.
واقترحت اللجنة مواقع على شبكة الإنترنت والأدوات الجديدة التي تتراوح من أنظمة تحديد المواقع العالمية إلى Netflix.com وهي شركة تأجير سينمائية على الإنترنت.
دمج حياة المرأة
لكن اللجنة ذكّرت الجمهور أيضاً أنه بينما التكنولوجيا شيء جيّد للدمج في حياة المرأة المشغولة، فإن هذه الأدوات والإنترنت لا يجب أن تتغلب على هذه الحياة.. فالنساء يجب أن يكنّ منتبهات إلى العائلة، ويعملن على إغلاق أنظمة الإرسال الفوري للرسائل والامتناع عن إعطاء أرقام الهاتف الخلوي لتقليل حالات صرف الانتباه.
وقد بيَّنت إحدى الدراسات المسحية ظهور نوع جديد من النساء يتعاملن مع التكنولوجيا، فطبقاً لشركة إنتيل التي قامت بمسح الإنترنت بعنوان (النساء والتقنية وأسلوب الحياة) على البالغين من الأمريكان، فإن النساء يلحقن بالرجال في الطريقة التي يتعاطين بها مع التكنولوجيا.
وقد كلّفت إنتيل (هاريس انتراكتيف)، للنظر في الاختلافات بين مواقف الذكور والإناث نحو التكنولوجيا. وقد كشف المسح بأنّ النساء يستعملن تكنولوجيا الكمبيوتر في حياتهن اليومية الآن أكثر من أي وقت مضى.
قوة دافعة
وقالت الدّكتورة جينيفيف بيل، عالمة الثقافة الإنسانية بشركة إنتيل إن الشركة تدرك بأنّ النساء قوة دافعة في تبني التقنية، ومن المهم هنا فهم كيف تستعمل النساء التقنية لنستطيع تلبية حاجاتهن أيضاً، وفي جميع أنحاء العالم، هناك نساء يتعاملن مع التكنولوجيا كجزء من عائلتهن وحياة عملهن، بالإضافة إلى المناسبات الرومانسية والروحية والاجتماعية.
وقد برزت مرآة ذكيّة في التكنولوجيا الجديدة تطلق عليها إنتيل اسم (تيف) وهي اختصار لعبارة (الأنثى المشاركة في التكنولوجيا)، فقد أصبحت التكنولوجيا مهمة جداً في الحياة اليومية للنساء، حيث أظهر المسح الذي قامت به إنتيل هاريس انتراكتيف أن النساء (58%) يشعرن بأنهن يفقدن الصلة مثل نظرائهن من الرجال (56%) في حالة عدم مراجعة بريدهن الإلكتروني على الأقل مرة يومياً، وتستمر النساء في طلب المزيد من التكنولوجيا حيث إن أغلبية النساء (62%) مثل الرجال (66%) متحمسات بخصوص تعلم كيفية استخدام الخصائص الجديدة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهن.
إلا أن الدراسة استنتجت أن النساء لا يزلن متخلفات عن الرجال في بعض المجالات، بما في ذلك الثقة في قرارهن لشراء أجهزة الكمبيوتر، ووفقاً للدراسة فإن الرجال أكثر ترجيحاً على النساء في الثقة بمشترياتهم من التكنولوجيا. وعلى الرغم من أن النساء قد لا يشعرن بنفس الثقة، لكن اعتقادهن ثلاثة أضعاف الرجال بأن الجنس الآخر يتغلب على معرفتهن بالكمبيوتر (32% نساء مقابل 10% رجالاً).
التكنولوجيا الذكية
وأثناء لحاق النساء بالرجال في مجال استخدام التكنولوجيا، تقوم شركات التكنولوجيا باللحاق بمتطلبات النساء وذلك لأنهن يردن نفس الأشياء مثل الرجال بل أكثر عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، فيما تقوم أعداد متزايدة من الشركات حول العالم بتصنيع منتجات استجابة لتأثير انخراط النساء في التكنولوجيا الذكية، حيث تم تطوير برامج كمبيوتر لإبعاد الأطفال عن مواقع معينة على شبكة الإنترنت، وتقوم الشركات بتكامل قدرة الربط اللاسلكي بالإنترنت في منتجات الحوسبة مما يسمح للنساء بحرية التمتع بهذه التكنولوجيا في أي مكان.
كما أن هناك تغييراً في تصميم التكنولوجيا لكي تبدو بمظهر أكثر جاذبية للنساء، حيث توجد أجهزة كمبيوتر محمولة باللون الوردي وهواتف خلوية أنيقة مزودة بمرايا.
ومن النماذج المتميزة للنساء في مجال الكمبيوتر (فران ألين) وهي زميلة تعمل بمختبر أبحاث واتسون التابع لشركة IBM وكانت في 1995 رئيس أكاديمية IBM للتكنولوجيا، وقد تخصّصت الآنسة ألين في المصنفات والوصول للحل الأمثل لبرامج التصنيف ولغات البرمجة والموازاة.
وقد تتوّج عملها المبكر أعمال برامج التصنيف إلى الخوارزميات والتقنيات التي تشكل القاعدة لنظرية لتحقيق الحل الأمثل للبرامج التي يتم استخدامها على نطاق واسع في جميع أنحاء هذا المجال.
ومؤخراً، قادت مشاريع المصنفات والبيئة التي أدت إلى المنتجات الملتزمة لتحليل وتحويّل البرامج، وبشكل خاص النظم الموازية.
نموذج متميز
ومن الجدير بالذكر أن الدّكتورة ألين عضو في الأكاديمية الوطنية للهندسة، وزميلة ل IEEE وجمعية بحوث الكمبيوتر (آي سي إم) والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وهي حالياً في مجلس الاتصالات وعلم الحاسبات، ومجلس اتحاد أبحاث الكمبيوتر واللجنة الاستشارية. وقد قدّمت فران ألين مساهمات بارزة في مجال لغات البرمجة لمدة أربعين سنة تقريباً، وأثّر عملها على مجتمع علم الكمبيوتر. والآنسة ألين رائدة في حقل تحسين برامج التصنيف، حيث تضمّن إنجازاتها عملاً مؤثراً في هذا المجال.
في أوائل الثمانينات، شكّلت مجموعة الترجمة المتوازية لدراسة القضايا المتعلقة بتصنيف الأجهزة المتوازية وقد تم إدراك تأثير الآنسة ألين على مجتمع IBM بتعيينها كزميل IBM، لتصبح المرأة الأولى للحصول على هذا التقدير وهي أيضاً رئيسة أكاديمية IBM للتكنولوجية، حيث تلعب الأكاديمية دوراً مهماً في الشركة بتزويد القيادة التقنية، والعمل على التقدّم في فهم المجالات التقنية الرئيسية ودعم الاتصالات بين المهنيين التقنيين. وفي هذا الإطار قال بول هورن، نائب رئيس IBM ومدير قسم الأبحاث (فران ألين حقاً أحد الرواد في صناعة الكمبيوتر، ونحن نبتهج بأنّها مشهورة لدى نظرائها في جميع أنحاء هذا المجال وهي تمثل نموذجاً جيداً للشابّات الراغبات في التميز في صناعة الكمبيوتر).
مهنة العمر
ومما يذكر أن ألين حصلت في أوائل الخمسينيات على درجة البكالوريوس في التربية من كليّة معلّمي الباني المعروفة حالياً بجامعة ولاية نيويورك في الباني، ثمّ حصلت من جامعة مشيغان على درجة الماجستير في الرياضيات.
وقد قامت شركة IBM بتوزيع بروشرات على الطالبات للانضمام للعمل بالشركة، وعندما سنحت هذه الفرصة لألين، استغلتها في محاولة لتوفير المال ودفع قروضها الجامعية.
على أية حال، فإن ما اعتقدت أنه ترتيب مؤقت أصبح مهنة لمدة 45 سنة في مجال الأبحاث لدى شركة IBM، ومن ناحية أخرى، وثّقت الكثير من الأبحاث وجود فجوة بين الأولاد والفتيات في الرياضيات والعلوم (راجع ديسمبر كانون الأول (المواد الرمادية) 1997 وأبريل نيسان، 1998)، فمؤخراً، تتناول الأبحاث الفارق التكنولوجي بين الجنسين.
هل هي موجودة؟ هل يجب أن تكون مصدراً للقلق؟ ما الذي يمكن عمله في هذا الخصوص؟ فقد بدأ جون ميرو، في تقرير بالإذاعة العامةّ الوطنية، أكتوبر تشرين الأول 26 1999، ذكر برنامجه أنه من خلال الجهد المشترك المستمر، تم إظهار تحسين المشاركة في الرياضيات المتقدّمة بين الإناث بين 1990 و1994، لكن لم يحدث ذلك في علم الحاسبات ولذا هناك فجوة.
ازدياد الفجوة
على سبيل المثال، فإن دونا ميلجرام، مؤسس ومدير تنفيذي من مؤسسة النساء في التجارة والتكنولوجيا والعلوم كرّست المنظمة لإدماج النساء في وظائف يتم شغل غالبيتها بواسطة الرجال تقليدياً.
وقد أظهر بحث الدّكتورة ميلجرام في 41 ولاية اتجاهات مشابهة في عموم البلاد بغض النظر عن الجالية المجتمعية.
وقد لوحظ أن القليل فقط من طلبة علم الكمبيوتر من الإناث وأن الفجوة تزداد بدرجة أكبر في مواد البرمجة والمواد المتقدمة.
وأظهر تقرير عام 1998 للجنة التكنولوجيا التابعة للمؤسسة التعليمية أن الفارق بين الجنسين وصل إلى نسبة 17% من طلاب المدرسة الثانوية الذين يؤدون اختبار علم الحاسبات كانوا من الإناث، وأن هذه الإحصائية ظلت بدون تغيير جوهري من سنة إلى أخرى. ومن الغريب أنه من عام 1978 إلى 1985، اقتربت طالبات علم الحاسبات الجامعيات من 50%، لكن بحلول 1998، فإن 28% من الحاصلين على درجة البكالوريوس كن من النساء فقط و24% على درجة الماجستير في علم الحاسبات، و9% و19% على التوالي في تقنيات ذات العلاقة بالهندسة.
إنّ اللجنة لا تقترح بأنّ هدف التعليم العام هو لتجهيز الطلاب لإنجاز متطلبات وظائف معيّنة، لكنّها قلقة بأن الفارق بين الجنسين في التقنية كبير، فالرجال والنساء ليسوا على حدّ سواء لاستغلال الفرص الاقتصادية والمشاركة بالكامل وبشكل ذي مغزى في أجهزة إعلام الاتصالات الجديدة (وينمان & هاج، القيادة التربوية، فبراير شباط، 1999).
وقد وجدت ميلجرام أن الشابّات في فصول مستوى الدخول مثل معالجة الكلمات، يرغبن في مهن أكثر تقليدية في أغلب الأحيان مثل العمل السكرتاري.
وأضافت (أن ذلك ما زال مختلفاً تماماً عن ربط الشبكات من خلال الكمبيوتر، المشاركة في وحدات ومكونات الكمبيوتر، كتابة شفرات الكمبيوتر، أو عمل برمجة للحاسب).. فهذه المهارات والوظائف لا تفكر أكثر الشابّات فيها.
الفشل في الاتصال
وطبقاً لجين هيلي، مؤلفة (الفشل في الاتصال)، فإن الفجوة ليست سيئة بالكامل.
وتقر أن الفتيات بشكل خاص تستطعن الاستفادة من محاكاة البرمجيّات التي تساعد في علم الرياضيات والعلوم وتساعدهن على إتقان مفاهيم أكثر صعوبة. اكتشفت الأبحاث التي ركزت على طلبة الكليات أيضاً أنماطاً لاختلاف المواقف والسلوك تجاه الكمبيوتر بين طلبة المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية من الجنسين.
ففي دراستهم للمواجهة الأولى لطلبة الكليات بالحاسبات، وجد سبرول، كيسلير، وزوبرو (1984) أن الإناث كنّ على الأرجح أكثر من الذكور للإبلاغ عن ردود أفعال الفزع والعزل من استخدام الكمبيوتر.
وقد أظهرت دراسات لمواقف وسلوك طلبة الكليات المتعلّقة بالكمبيوتر (ومثال على ذلك: ارش وكيمنز، 1989؛ باداجلياكو، 1990؛ ويلدير وفي مكان آخر، 1985) بأنه، مقارنة بالذكور، تنظر الإناث إلى أنفسهن على أنهن أقل استعداداً للتعامل مع الحاسبات.
على أية حال، وجدت دراسة حديثة للطلاب الجامعيين (باداجلياكو، 1990) أنه عندما يرتبط الاختلاف بتجربة الكمبيوتر الفعلية، فإن الفارق بين الجنسين في المواقف المتعلّقة بالكمبيوتر والتصوّرات الذاتية اختفى.
فارق واضح
على الرغم من أن تزايد الوقت الذي تقضيه الطالبات مع الكمبيوتر يبشر بتخفيض الفارق التكنولوجي بين الجنسين، هناك توقع بأنّ غرف ومراكز الكمبيوتر في الكليّات المختلطة تميل إلى أن يتم استخدامها أكثر من قبل الطلاب مقارنة بالطالبات.
وتقترح نتائج الدراسة التالية، التي أجريت من قبل كاتب هذه المقالة بأنّ البيانات الملاحظاتية تدعم ادعاءهم.
فأثناء الفصل الدراسي الخريفي في عام 1989، زارت مساعدة أبحاث الطلبة أربعة مراكز كمبيوتر مختلفة بالجامعات مرة كلّ أسبوع لثمانية أسابيع في الأوقات المختارة بشكل عشوائي، وفي كلّ زيارة سجّلت موقع وجنس كلّ شخص يستعمل المركز.
وبسبب قلة الغموض في المعلومات المسجلة، كانت الموثوقية بنسبة 100%. ثلاثة من مراكز الكمبيوتر كانت مألوفة، وهي غرف الكمبيوتر بالحرم الجامعي يسكن، التي تحتوي على 11 إلى 16 كمبيوتراً وطابعات.
ويميل الطلاب إلى استعمال هذه الغرف بشكل رئيسي لمعالجة الكلمات ومن حين لآخر للعمل ببرمجيّات قاعدة البيانات أو برنامج الجدولة.
وكان مركز الكمبيوتر الرابع مركز تكنولوجيا المعلومات بالحرم الجامعي، الذي يحتوي على الحاسبات السريعة، والطابعات الملونة والليزر، راسمة بيانية، وبرمجيّات نشر مكتبي.
وقد كان أمراً مشجّعاً لإيجاد تعادل بين الجنسين في استعمال الطلبة لغرف الكمبيوتر الثلاث بالحرم الجامعي. على أية حال، في ضوء تاريخ والخصائص الديموغرافية للكليّة، كان مثبّطاً للعزيمة اكتشاف أيّ دليل لعدم التساوي بين الجنسين فيما يتعلق باستعمال الحاسبات (وبمعنى آخر: النساء يستعملن برمجيّات معالجة كلمات وطابعات مصفوفية والرجال يستعملون برمجيّات نشر مكتبي وطابعات ليزر). سابقاً، كانت الكليّة مؤسسة للنساء فقط.
وقد تم جمع هذه البيانات خلال الفصل الدراسي الخريفي أثناء سنة الكليّة الثالثة للانتقال إلى التعليم المختلط، حينما كان الطلاب الذكور فقط 17% من مجموع عدد الطلبة.
لذا، فإن هذه النتائج تبيّن أنّ الفارق التكنولوجي بين الجنسين يمكنه الظهور حتى في بيئة تتكون في الغالب من الإناث.
استبعاد العامل البيولوجي
الفارق التكنولوجي بين الجنسين ينشأ ويتأثّر بعوامل متعدّدة؛ لذا، فإن علاج بسيط واحد سيكون غير مؤثّر في إغلاق الفجوة.
ولم يتم تقديم التوصيات الواسعة التالية كقائمة شاملة بالأحرى، يتم تقديمها إلى المربين ومصّمّمي برامج الكمبيوتر كعوامل لتحفيز الفكر والمناقشة والأهم من ذلك، العمل على تخفيض الفجوة التكنولوجية الحالية بين الذكور والإناث من حيث السلوكيات والمهارات والمواقف التكنولوجية.. فأولئك الذين يعتبرون أن السبب وراء الفارق التكنولوجي بين الجنسين هو العوامل البيولوجية قد يجادلون بأنّ محاولات إغلاق الفجوة عقيمة إن اختلاف الذكور والإناث بيولوجياً غير قابل للجدل؛ وفيما إذا كان لمثل هذه الاختلافات أيّ تأثير على المواقف والمهارات والقدرات التكنولوجية فهذا موضوع قابل للنقاش.. فمراجعة قصيرة للاتجاهات التاريخية في مجال استعمال الحاسبات، بالإضافة إلى البيانات التي تم الحصول عليها من الأبحاث، تظهر مستويات إنجاز عالية للذكور والإناث على حدّ سواء في المجالات التكنولوجية، وتزوّد دعماً قوياً للمجادلة بأن الفارق التكنولوجي بين الجنسين لم يتم تحديده مسبقاً بسبب العوامل البيولوجية.
لذلك يوصي بتبنّى موقفاً فعّالاً، إلى الحدّ الذي يهمل فيه المعلم وينكر أو ينظر إلى الفارق التكنولوجي بين الجنسين كحالة طبيعية، ستتسّع الفجوة، فالدليل الموثّق لوجود الفارق التكنولوجي بين الجنسين، يظهر للذكور والإناث مواقف وسلوكيات مختلفة متعلّقة بالكمبيوتر.
وأيضاً هناك دليل بأنه عندما يفترض المعلمون موقفاً فعّالاً نحو ضمان فرص حاسوب عادلة بين الجنسين، فإن الفجوة تضيّق.
الهياكل الإدراكية
ساهمت ديبورا بريتشير في تضييق الفارق التكنولوجي بين الجنسين بتأسيس برنامج إلمام بالكمبيوتر للنساء.
ويستند برنامج بريتشير على النظريات بأن الرجال والنساء يتعلّمون بطرق مختلفة.
وتعتقد بريتشير أنّ الطرق التقليدية لتعليم الحاسبات أعاقت بدلاً من تسهيل معرفة النساء بهذه التكنولوجيا.
وتحاول أساليبها لمجاراة التدريب على الكمبيوتر مع الهياكل الإدراكية لدى النساء. وتؤكد هذه الأمثلة على ضرورة أن يكون المعلمون تفاعليين، لممارسة السيطرة على حصة مصادر الكمبيوتر، ولخلق إستراتيجيات التعليم التي ستسهّل تعليم الطالبات.
فبدون مثل هذه السيطرة والتخطيط، تميل الإناث إلى التخلّف وراء الذكور في تجربة الحاسبات.
ولذلك يوصي بأن يتم تنظيم المحيط المادي والاجتماعي لمراكز الكمبيوتر لتحسين فرص تعليم الطالبات . . فالهيكل المادي لمراكز الكمبيوتر، بخلاياها الفردية والمعزولة، يتوافق أكثر مع عزل الذكور والأسلوب الانفرادي الاجتماعي مقارنة بالأسلوب الاجتماعي الأنثوي، الذي يتميز بالارتباطات والشبكات الشخصية.
فإستراتيجيات مثل إشراف النظير (تشين، 1985)، فرق عمل الكمبيوتر، وشبكات الكمبيوتر لربط الناس (كيسلير 1985) قد تخفّض من تفسير الإناث بأن الحاسبات أجهزة عزل وغير اجتماعية، وقد تجعل ثقافة استعمال الحاسبات أكثر توافقاً مع القيم الأنثوية والأساليب الاجتماعية.
تكامل المهارات
ولأن الذكور يميلون إلى السيطرة على غرف الكمبيوتر ومصادر الكمبيوتر (كندا وبرينجل، 1989؛ كولاتا، 1984)، أثبت تخصيص وقت للإناث فقط في مراكز الكمبيوتر وتخصيص فصول كمبيوتر فقط للإناث أنها إستراتيجية فعّالة ومشجعة لتعليم الإناث.
ففرص استعمال الحاسبات تتطلّب مستعملين محتملين في أغلب الأحيان للتنافس فيما بينهم على وقت الكمبيوتر.
وقد جادل عدد متزايد من الباحثين بأنّ متى تكون المنافسة هي القاعدة للحصول على الفرصة، تختار الإناث غالباً ألا يشاركن.
بكلمة أخرى، تميل الإناث إلى تجنّب تمضية الوقت مع الكمبيوتر إذا تعين عليهن أن يتنافسن للحصول عليه. ومن أحد تفسيرات هذا الاكتشاف أنّه ليس بالضرورة أن تكون الحاسبات والتكنولوجيا بحدّ ذاتها التي تتجنبها الإناث، ولكن بالأحرى البيئة التنافسية للذكور التي تحيط بهذا المجال.
ولكن تعزيز هذه الفرضية حول اختيارات الإناث في مثل هذه الأماكن ينتظر مزيداً من الأعمال البحثية.
وإجمالاً، يجب على المعلمين أن يضمنوا تلك الهياكل المادية الاجتماعية لبيئة تعليم الكمبيوتر تحسّن، بدلاً من عرقلة فرص الإناث لتعليم الكمبيوتر.
فمحاولات خلق مثل هذه البيئات يجب أن تبحث في تنمية الإناث الاجتماعية والإدراكية بالإضافة إلى برامج تدريب الكمبيوتر التي أثبتت نجاحها بالنسبة للإناث.
ولذلك يوصي بتكامل عمل الكمبيوتر ومهارات البرمجة في المناهج الدراسية . . فتكنولوجيا الحاسبات، على أية حال، ليست مجالاً لأي تخصص معين.
فالحاسبات لها تطبيقات لكلّ المجالات الدراسية؛ لذا، فإن تكامل الحاسبات في المنهج يجب أن يعكس السلسلة الواسعة من تطبيقات الكمبيوتر المحتملة لكلّ مجال أكاديمي.
سلبية النساء وعجزهن
قضية الجنسين في البرمجيّات الحالية والألعاب الإلكترونية هي في الحقيقة مشكلة ذات طبقتين . . المستوى الأول يتعلق بالموانع أمام مشاركة الإناث وأنّ مواضيع البرامج موجّهة للذكور بالدرجة الأولى ولذا قد لا تكون مغرية للمستعملين المحتملين من النساء مقارنة بالمستعملين المحتملين من الذكور.
وبالنسبة للإناث اللاتي يعبرن ذلك المانع الأول ويلعبن الألعاب، هناك رسائل غير ملحوظة حول السلوكيات المناسبة للذكور والإناث.
وتشير الرسائل بأنّ الذكور مسيطرون وأكفاء ونشطون، بينما أن الإناث سلبيات، عاجزات، وفي حاجة لمساعدة الذكور.
نفس الرسائل وثّقت في كتب الأطفال (ومثال على ذلك: ساريو، جاكلين، وتيتل، 1973) وفي برامج الأطفال التلفزيونية (ومثال على ذلك: سترنجلانز وسيربن، 1974). فقد جادل كتّاب المساواة بين الجنسين (ومثال على ذلك: سانفورد ودونوفان، 1984) بأنّ مثل هذه الرسائل تقوّض إحساس الإناث بالكفاءة واحترام الذات.
ويعتبر (انتقام كوستر)، الذي يدور حول قتل الهنود واغتصاب المحاربات، يعتبر مثالاً مخيفاً جداً من برمجيّات الكمبيوتر غير اللائقة. ووصفت رو التي تلقت نكتة . . كراهيتها عندما ترى الأعمال الوحشية التي قدّمت كلعبة وخمّنت بأنّ النساء اللاتي لا يتمتعن بالقسوة سوف يدمّرن بهذه التجربة (كولاتا، 1984).
الجيل القادم
وفي مقابلته مع جون سيلي براون، مؤسس مجموعة بحث علم الإدراك في مركز بحوث ألتو بالو، قدم غوليمان (1984) مثال رائع لمدى تطور عالم برامج الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية الآن، الذي تم تطويره بالدرجة الأولى من قبل الذكور وهو موجه للذكور.
وقد كانت مهمة مجموعة البحث فتح مجالات جديدة من الاتصالات بواسطة الأجهزة التي قام الإنسان بصنعها.
وقد توسع براون في هذا الهدف بوصف الماكينة النهائية بأنها . . تلك التي تتصرّف بدقّة حافلة حسّاسة، هي مثل حافلة تزحلق جيّدة تراقبك وأنت تتزحلق أسفل التل، ثمّ تقدم ملاحظة مرتجلة واحدة تغيّر أداءنا الكامل.
لتصوير كيفية تشغيل مثل هذا الماكينة، وصف براون برنامجاً طوّر لتشخيص نقاط قوة الرياضيات لدى الأطفال ونقاط الضعف.
وبعد التشخيص، تقوم الماكينة بالتدخل وإعادة معالجة مهارات الطفل.
كان موضوع البرنامج موضوع الغرب المتوحش بعنوان كيف فاز الغرب.
إن الصورة التي أشار براون أشار إليها وهي ألعاب رياضية، الغرب المتوحش، منافسة كانت جميعها بشكل مبسّط جداً للذكور.
وقد أكد كل من براون وزميله، توم موران، على أهمية وجود أنظمة حاسوب ذكية لمراقبة الطريقة التي يفكر بها الناس.
وقد أوضّح موران أنّ خلق نظام مصمم بشكل جيد اعتمد على فهم الطريقة التي تقوم بها عقول البشر ببناء نماذج عقلية من النظام.
وقد تم تجاهل جنس المستعمل والاحتمال بأنّ الذكور والإناث يبنون نماذج عقلية مختلفة، فهناك إمكانية حقيقية جداً بأن الجيل القادم لأنظمة الاتصال من خلال الأجهزة من صنع البشر سيعمل على توسيّع الفارق التكنولوجي بين الجنسين بدلاً من غلقه.
هناك معلومات، ولو أنهاّ متناثرة، تم الحصول عليها من البحث ومن البرامج التربوية، التي تستطيع إعطاء الأفكار لتسهيل ارتباط الإناث بالأجهزة التكنولوجية، وأثناء تحقيقهما في مكوّنات التعليم المعتمد على الكمبيوتر التي تحفّز للطلاب، اكتشف مالون وليبير (1985) أن الفتيات يحببن الموسيقى في الألعاب، لكنهن يكرهن صورة السهام التي تفرقع المناطيد، بينما أن الاختيارات المفضلة لدى الأولاد كانت على العكس تماماً.
وقد اكتشف شينجولد (1983) أن الطالبات كنّ متجاوبات جداً مع برمجيّات الكمبيوتر التي سمحت لهن بالتفاعل على نحو خلاق مع الكمبيوتر من خلال صنع الصور واختيار الألوان.
وفي محاولاتهم لدمج تقنية الحاسبات في منهج المدارس المتوسطة، اكتشف سبويهر، نيس، وفايدر (1990) أن الجمع بين التعليم الذي يعتمد على برامج الكمبيوتر في مادة التاريخ الأمريكي مع تدريب لعب الأدوار كان فعّالاً جداً لطلاب من الأقلية العرقية والإناث، الذين تفوقوا على الطلاب الذكور البيض في الاختبارات اللاحقة حول هذه المادّة.
لكن هذه النتائج سطحية جداً لكي تزود الاتجاهات الواضحة أو تزيد من جاذبية الحاسبات أو تجارب التعلم من خلال الحاسب بالنسبة للإناث، إلا أنها تبرز الضرورة لاحترام الاختلافات بين الجنسين عندما يتم تصميّم برامج التعليم المعتمدة على الكمبيوتر.
ويمكن لمصّمّمي سي بي آي لعب دور حيوي في تضييق الفارق التكنولوجي بين الجنسين من خلال زيادة جاذبية برمجيّات الترفيه والألعاب الإلكترونية للإناث، ودمج المعلومات حول تعامل الإناث مع الحاسبات في تصميم المنتجات، وتخفيض القولبة من حيث نوع الجنس للشخصيات.
مخاطر مستقبلية
توثق هذه المقالة حقيقة أن الطلبة من الذكور والإناث في المدارس الابتدائية حتى الكليات لديهم مواقف وسلوكيات مختلفة نحو الكمبيوتر، وقد وصلت هذه الاختلافات إلى مدى قد يؤدي إلى تعرض الطالبات إلى خطر فقدان المهارات والمعلومات المطلوبة للنجاح في البيئات التعليمية التي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، وذلك لأن أسباب هذه الفجوة التكنولوجية بين الجنسين متعددة الوجوه، ولذا لا يمكن معالجتها من خلال حل واحد وبسيط.
كما أن التوصيات التي تم ذكرها ليست شاملة وعامة، ولكنها تقترح أنواع الإجراءات التي يتعين على التربويين ومصممي CBI اتخاذها للبدء في تضييق هذه الفجوة. كما يتعين توجيه تنفيذ إستراتيجيات التدخل من خلال نتائج الأبحاث التي تجرى على التطور الإدراكي والاجتماعي والنفسي لدى الإناث.
وحينما يتم العثور على فجوات في البحث يتعين بذل المحاولات للجمع بين البرامج البحثية وإستراتيجيات التدخل المرنة التي يمكن تعديلها لكي تضم الاستنتاجات التي يتم الحصول عليها.
كما أن هناك حاجة ماسة لمعالجة عدم التساوي بين الجنسين في تعلم الحاسب واستعماله، وذلك لأن تجاهل أو رفض أو الفشل في الاستجابة للفجوة التكنولوجية بين الجنسين من المحتمل أن تؤدي إلى أعداد كبيرة من الطالبات غير المستعدات لمواجهة التحديات التكنولوجية في المستقبل.

..... الرجوع .....

العنكبوتية
الاتصالات
وادي السليكون
هاي تك
الالعاب
الركن التقني
الامن الرقمي
تعليم نت
بورة ساخنة
قضية تقنية
دليل البرامج
اقتصاد الكتروني
اخبار تقنية
جديد التقنية
معارض
منوعات
الصفحة الرئيسة

ارشيف الاعداد الاسبوعية

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved