«الجزيرة» - محمد العشيوي:
أطياف موسيقية وإرث كبير أثرى به فنان العرب خشبات مسارح الفن في العالم العربي والمملكة وتمثّل هذا الموروث بحقيبة غنائية ضخمة حملها على عاتقة تجاه الأغنية السعودي طيلة ست عقود، وسافر بحقيبته الغنائية إلى أقطار العالم، حيث شهد العام 1988 تاريخاً كبيراً في مسيرة فنان العرب، عندما تغنى في كرنفال جنيف مروراً إلى حفلة لندن الشهيرة في العام 1997 بالإضافة إلى صدحه على مسارح العالم، لاسيما في العاصمة الفرنسية باريس، حيث وثق مشاركته كأول فنان عربي يتغنى في الأوبرا الفرنسية، وتشهد على وقفاته لندن، والكثير من دول العالم، كل هذا وأكثر ولا يزال الفنان المنفرد لصوت الأغنية السعودية والعربية.
وخلق محمد عبده وجوده من خلال الموسيقيتين الشرقية والغربية، بالمزج بين الثقافات الفنية والإرث الثقافي والموسيقي، وكانت ليلة محمد عبده وأصدقائه شاهدة على مشاركة النجم الإسباني العالمي خوسية كاريراس، المتخصص في الأغنية الأوبرالية الإسبانية، حيث كانت موسيقى أغنية «على البال» حاضرة في التون الموسيقي الغربي الذي يعتمد على المقام الكبير والصغير لتجتمع عدة ثقافات عالمية في أغنية واحدة، ليكون أبو نورة هو المصدر لثقافة الموسيقى الشرقية للعالم أجمع.
وربط محمد عبده الماضي بالحاضر في «ليلة اليوبيل الماسي» بمناسبة مرور 60 عاماً على مشواره الفني الكبير، عندما حضرت النجمة العالمية لارا فابيان كواحدة من مفاجآت اليوبيل.
في الحقيقة ذهول أصاب النجمة الفرنسية لطبقات الجواب والقرار التي يمتلكها فنان العرب وحده، بعد أن قدمت مقطوعة Je time ليمزج محمد عبده مطلع «مجموعة إنسان»، حتى أصاب كل من في القاعة بالهاجس الخيالي في الاستماع إلى لحظات قد لا تتكرر في تاريخ الجزيرة العربية، وهو يمد في عمر وهجها الذي لم يخب منذ عقود.
لوحة فنية وإبداعية شكلها أبو نورة في تقديم إبداعاته وتصديره الثقافات للعالم والوطن العربي، عندما قدم عازف آلة التشيللو الكراوتي «هاوزر» مقطوعات غربية كلاسيكية، وسط مزج أغنية «كل مانسنس»، حيث اجتمعت المقامات الشرقية والغربية في آن واحد، وجاءت الليلة الشعبية في اليوبيل الماسي إحياءً للموروث الكبير الذي يكتنزه ليشهد العالم أجمع على رؤية ومشاهدة هوية الأغنية السعودية وثقافتها الشرقية.