مازالت نشوة انتصار منتخبنا الوطني على عمان في آسيا حاضرة في الشارع الرياضي السعودي على الرغم من كونها مباراة لاتتجاوز قيمتها الثلاث نقاط ولم تؤهلنا ولم نقدم فيها المستوى المثالي ولن تفيد المنتخب في حال اكتفى بهذا الفوز، ولكنه فوز مهم وغالٍ جداً وهذه المباراة تحديداً لن أبالغ إن وصفتها بالأهم لمنتخبنا في هذه البطولة بعد الأحداث الساخنة وردود الفعل بعد مؤتمر مدرب المنتخب جعلت الجميع يتخوف من أن هذه الأحداث وتداعياتها قد تُخرج المنتخب من البطولة قبل أن تبدأ، ولكن وفي عز هذه الفرحة التي عمّت الشارع الرياضي السعودي خرجت بهذا التساؤل والذي أعاد لي القلق من جديد وهو لماذا في أغلب البطولات التي يشارك بها المنتخب السعودي يدخلها وهو الفريق غير المستقر والذي غيّر جلده وتعاقد مع مدرب جديد قبل بدء أي بطولة لتكون مباريات تلك البطولة هي المباريات الرسمية الأولى لأي مدرب جديد للمنتخب السعودي، متى نتعامل مع بطولات مهمة ككأس العالم وكأس آسيا بأنها المحصلة النهائية للعمل الذي بُذل للمنتخب في السنين التي تسبق بدء تلك البطولات، انظروا لأثر هذا الاستقرار عندما تجرّعنا لذته مع المدرب السابق هيرفي رينارد والنتيجة التي انعكست من خلال أداء المنتخب في المونديال الأخير، والأمثلة في ماذكرته كثيرة إن أردنا ذكرها على سبيل المثال لا الحصر فلنتذكر سوياً مونديالات 2006 و 2018، أو البطولات الآسيوية في النسخ الثلاث الأخيرة وتحديداً نسخة 2015 والتي كانت كارثية من حيث التحضير للمنتخب من خلال التعاقد مع مدرب مؤقت لم يشاهد أي مباراة للاعبين على أرض الملعب بل كان أول لقاء بينه وبين اللاعبين في الطائرة المغادرة للبطولة، وأعني هنا كوزمين الذي تعاقد معه الاتحاد السعودي مؤقتاً لتلك البطولة وانتهت علاقته بالمنتخب بنهايتها في إجراء بدأ وانتهى بطريقة غير احترافية، متى يعمل المنتخب كغيره من المنتخبات المتقدمة بأن تجعل البطولة القارية تتويجاً لعملها المسبق والمشاركة في كأس العالم هدفاً لتحقيق منجز تم الإعداد له منذ مدة، محبط جداً أن أدخل هذه البطولة الآسيوية وأنا أقل المنتخبات الكبيرة ترشيحاً للبطولة على الرغم من أنها بطولة ممكنة إن تم الإعداد بشكل أفضل من هذا الذي تم، وإن كنت لا ألوم الاتحاد السعودي كثيراً لأنه سعى واجتهد في المحافظة على استقرار المنتخب مع رينارد إلا أن رحيله المفاجئ والمتكرر بذات السيناريو في محطته التدريبية أفسد كل شيء ولكن لن أعفيهم أبداً من ذنب عدم التعاقد مع مدرب للمنتخب لأكثر من 150 يوماً بعد رحيل رينارد، أخيراً أسأل الله التوفيق للمنتخب في هذه البطولة وأن يبلغنا وإياكم رؤية المنتخب وهو يُعد كالمنتخبات الكبرى على مستوى العالم ففي البطولات نحن لم يخرجنا المنافس بل سوء التخطيط .
أخيراً .. تغافلنا ولم نغفل مشكلة مدرب المنتخب مع اللاعبين المبعدين، ولكن مصلحة المنتخب تفرض على الجميع التأجيل حتى نهاية البطولة بغض النظر عن النهاية، دور الإعلام مهم في التعليق وتغطية الخبر ولكن الدور الأكبر يقع على الاتحاد السعودي والذي عليه أن يواجه المشكلة بعد نهاية البطولة بصرامة, وألا تراهن كثيراً على الوقت لتناسي المشكلة وألا تقيّد القضية ضد مجهول.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer