نسبه ونشأته
هو الشيخ علي بن زيد بن علي بن غيلان: ولد في بلدة جلاجل في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، سنة 1283هـ تقريباً، ونشأ فيها.
تعليمه وأعماله
تعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم في جلاجل على يد الشيخ عبدالعزيز بن حسن بن معيوف والشيخ حماد بن عثمان بن ربيعة والشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن عبيد وغيرهم من طلاب العلم في جلاجل، فحفظ القرآن وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره، ولمّا أصبح شابًا سافر إلى الرياض لطلب العلم عند العلماء هناك، فأخذ عن الشيخ عبدالله بن عبد اللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ (ت 1339هـ) وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ (ت 1329هـ).
كما أخذ عن الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم (ت 1326هـ) وكذلك الشيخ عمر بن محمد بن سليم (ت 1362هـ) في بريدة.
ثم ارتحل إلى مكة وأخذ عن علمائها، وعاد إلى بلدة جلاجل، ومنها انتقل إلى بلدة حرمة عام 1323هـ معلمًا للقرآن ومبادئ الكتابة لأبناء هذه البلدة، ومتوليًّا إمامة أحد مساجدها وهو (مسجد عسيلة)، وكان يشتغل هناك في الفلاحة والزراعة، واستفاد مدة بقائه في حرمة من الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ت 1329هـ) قاضي سدير في المجمعة، وبقي الشيخ (علي) في حرمة إمامًا ومعلمًا حتى عام 1327هـ. ولقد لازم الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري (ت 1373هـ) قاضي سدير ملازمة تامة إلى أن برع في الفقه، وصار من خواص أصحاب الشيخ، ثم عاد مرة أخرى إلى جلاجل في أواخر عام 1328هـ، فجلس للتدريس في جامعها، وأظن أنه تولى إمامة الجامع فيها حتى عام 1331هـ.
بعد ذلك عينه الملك عبدالعزيز بتوصية من الشيخ عبد الله العنقري قاضيًا في هجرة (قُرَيَّة) في الصمان، ثم قاضيًا في هجرة (اللصافة)، ثم في عام 1332هـ عينه قاضيًا في هجرة (الأرطاوية)، فقام بعمله على أكمل وجه، فأحبه أهلها ورضوه قاضيًا ومعلمًا لهم، فاشتغل بتعليمهم أحكام دينهم، وبالوعظ والإرشاد، وكان الشيخ كثير التنقل بين البلدان، فقد تولى القضاء أيضًا في هجرة (الفروثي)، وكان بها عام 1347هـ وقد حضر اجتماع الجمعية العمومية في نجد في 22-5-1347هـ وهو قاضي فيها، ثم استقر في الأرطاوية وكان ذلك عام 1351هـ حتى توفي رحمه الله - وله مراسلات كثيرة مع شيخه عبدالله بن عبدالعزيز العنقري.
كان الشيخ (علي) رحمه الله مشهورًا بالدعابة والمرح، ولطف المعشر، ولين الجانب، وحسن الحديث، وله طرائف ونوادر في القضاء تدل على سرعة بديهته وحضور ذهنه، لازالت تروى إلى الآن.
فمن طريف ما يروى عنه أنه لمّا عين قاضيًا في هجرة قرية (العليا) لم يطب له المقام فيها، فطلب الانتقال عنها، ولكن لم يُستجب لطلبه، فأبرق إلى جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله يشكو إليه واقعه، وواصفًا هذه الهجرة بقوله: «إنها عجاج، وماء هماج، ونسأل الله المخراج»، فاشتهرت هذه الجملة وتناقلها الناس وإن لم يُشتهر قائلها أو القرية التي قيلت فيها، ومن ذلك أيضًا أنه لما ألزمه الملك عبدالعزيز بالانتقال إلى هجرة (اللصافة)، ولم يكن يرغب الانتقال إليها، كتب للملك مباشرة يستقيله من العمل في هذه الهجرة خاتمًا كتابه بدعاء قال فيه: «اللهم يا من أرجو ألطافه، أمني من المخافة، وأبعدني من اللصافة... آمين».
وفاته
لقد كفّ بصره في آخر عمره، وكان من ندماء الملك عبد العزيز رحمه الله، فقد كان يأنس به، ويستشيره، ويعتبره من خواصه، توفي في الأرطاوية عام 1361هـ رحمه الله رحمة واسعة.
عقبه
خلّف رحمه الله ذرية مباركة، وهم:
عبدالرحمن: وهو أكبر أبنائه، وقد تولى التدريس في الكتاتيب حينما كان مع والده في جلاجل، ثم ارتحل مع والده، ولقد رأيت اسمه في بعض الوثائق شاهدًا فيها أو كاتبًا، وابنه عبد العزيز: له أيضًا خطوط رأيتها له عام 1365هـ في الأرطاوية، ثم انتقل إلى المجمعة وتوفي فيها، وللشيخ علي أيضًا من الأبناء: محمد وفاطمة وهيلة وهم أشقاء، وعبدالله والجوهرة وشيخة ولولو وحصة وشريفة وهم أشقاء.
المراجع
1 - كتاب علماء نجد للبسام رقم الترجمة 687/ ص187/ ج5
2 - وثائق العبيد.
3 - وثائق فوزان القديري
4 - وثائق التركي حرمة
5 - وثائق الغيلان
6 - كتاب أصدق البنود في تاريخ عبدالعزيز آل سعود تأليف عبدالله الزامل
7 - مقال للأحمد
** **
- بقلم: خالد برغش البرغش