السعادة هي إحساس داخلي ينبع من القلب، وليس من الضروري أن نمتلك كل شيء في حياتنا لنشعر بالسعادة،إن هناك الكثير من السعداء الذين لا يملكون حتى أبسط الأشياء في حياتهم، ولكنهم يشعرون بالسعادة ويعيشون بالفرح والسرور، وهناك الكثير ممن يملكون كل شيء في حياتهم من المال والثروة، من العظمة والفضيلة، وليسوا بسعداء.
إن منابع السعادة كثيرة وتختلف من شخص لآخر، فيراها البعض أن السعادة تكمن في المال والأولاد، أو في الصحة والذرية، أو في العقل أو في البيت أو في المنصب، ولكنهم يتناسون حقيقة أن السعادة تأتي من القناعة والرضا بأمر الله.
إننا قد نجد السعادة في أشياء صغيرة، فقد نسعد بجرعة من الماء، أو بكوب من القهوة، أو بقطعة من الخبز حتى في الكلمة الطيبة، فقد نسعد بالسعادة بالوقوف على الساحل أمام البحر وسماع هديره، أو بالنظر إلى السماء، وبالمشاهدة إلى النجوم والقمر، قد نسعد بجمال الطبيعة من الجبال والصحارى والأنهار الجارية، قد نسعد برؤية شروق الشمس وغربها، قد نسعد في ابتسامة طفل، ومساعدة إلى المحتاجين، فالحصول على قدر بسيط من السعادة يكفي لنا لنشعر بجمال الحياة.
السعادة ليست الحصول على ما لا نملك، بل هي أن نفهم وندرك قيمة ما نملك، وقد تبدو السعادة صغيرة عندما تكون بين يديك، وعندما تخسرها تدرك كم هي كبيرة وقيمة. إن أجمل ما في الحياة أن يكون الإنسان سعيداً، فجمال السعادة يكمن بداخل الإنسان نفسه، وليس من خارجه، لأن السعادة هي عالم وسيع لا تحتويه المساحات حيث منبعه في داخل الإنسان.
السعادة هي أن يشعر الإنسان الفرح والسكون في جميع أحواله، في حال الرضا والغضب، في حال الصحة والمرض، في حال الغنى والفقر، في حال حصول الإنسان على مطلوبة في هذه الدنيا أو فواته، هذه هي السعادة الحقيقية الناتجة عن الرضا المطلق المبني على ثوابت إيمانية تؤدي إلى اطمئنان القلب وسكينة الروح .
إن تحقيق السعادة أمر بسيط جداً، ولكن يجب عليك أن تفكير فيه بشكل مختلف، يجب عليك أن تتذكر الوقت الذي كنت فيه سعيدًا جدًّا وتريد أن تشعر بهذه الطريقة مرة أخرى، فتحاول إعادة خلق نفس الظروف، أو اتباع نفس الإجراء أو الحصول على نفس أنواع التحفيز لاستعادة تلك اللحظة الرائعة.
السعادة ليست وهم وخيال، إنها مشاعر حقيقة، السعادة قرار واختيار، السعادة في اطمئنان النفس المستمر وراحة القلب، فلا شيء يجلب لك السعادة إلا أنت..
** **
جامعة عالية، كولكاتا - الهند