بدعوة كريمة من القائمين على مهرجان الشارقة للشعر العربي استمتعت على مدار أيام في أجواء من الألفة والمودة وسط كوكبة من الشعراء العرب حرصوا على الإسماع والإمتاع للجمهور الكبير الذي امتلأت به قاعات المؤتمر للغوص في بحور الشعر تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي سجلت مبادراته الثقافية حضوراً مشعاً على امتداد الزمن، بما يعكس مدى اهتمام سموه بالشعر والشعراء وكذلك بيت الشعر الذي بذل جهوداً كبيرة ليخرج المهرجان في صورته البهية.
وقد بذل القائمون على المهرجان جهوداً كبيرة ومميزة في كافة الجوانب المصاحبة للمهرجان ليخرج بصورته اللائقة به وليكون بحق مهرجان العرب الأول في الشعر ومجمع وملتقى الشعراء العرب ليعبروا فيه عن اعتزازهم باللغة العربية وفصاحتها وقدرتها على التعبير الصادق عن المحسوس والملموس بجهود وخبرات كبيرة من دائرة الثقافة والأستاذ عبد الله العويس، والأستاذ الشاعر الإنسان الطيب والرجل الحكيم، محمد البريكي الذي فتح لنا قلبه على مصراعيه صبراً واستقبالاً ورعايةً في بيت الشعر، مدينون لهم بالمحبة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة وطيب المقام.
واحتضن المهرجان تجارب شعرية غزيرة الإبداع، استطاعت أن تستحضر أشكالاً مختلفة للقصيدة العمودية في إطار عصري خالص، وهو ما برهن على أن للمهرجان دوراً أصيلاً في الاحتفاء ببلاغة الشعر العربي وخصائصه وثوابته في ظل المتغيرات التي تشهدها القصيدة العربية حالياً، والتي تبرز طبيعتها المتجددة ووظائفها الجمالية، وعبر الشعراء عبر أساليبهم الشعرية المختلفة، في قصائدهم التي اتسمت بالجمال وأبرزت مكانتهم في المشهد الشعري في ظل تفاعل حقيقي مع الجمهور الذي مثّل ظاهرة بحضوره اللافت منذ انطلاق المهرجان حتى نهايته، إذ حلق الشعراء في فضاء الذات والأوطان والفقد، وتغنوا بالحب وأنشدوا للجمال، وأبرزوا مهاراتهم اللغوية فتجانست أصواتهم بإبداع ودهشة.
كما نجح المهرجان في فرض نفسه على الساحة الدبية بالحضور الكبير للكثير من شعراء العرب البارزين أمثال عبدالله الهدية من الإمارات، والسر مطر من السودان، ومحمد العموش من الأردن، وحكم حمدان من المغرب، وأحمد شلبي من مصر، ومحمد المعشري من عُمان، يوسف الكمالي من سلطنة عمان، آمدو علي من النيجر، أحمد المفتاح من قطر، معين الكلدي من اليمن، جبريل آدم جبريل من تشاد، خالد عبد الودود من موريتانيا، وسمية دويفي من الجزائر وسامي الثقفي، العباس محمد، علاء زهير، نوفل السعيدي، منصف المزغني الذين كانوا في احتفاء كبير من الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة.
وقد كان المهرجان بحق حاضناً للشعراء ومتذوقي الشعر وملتقى للأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء ونقاد من الوطن العربي يضيئون ليالي الإمارات بالشعر ويثرون البرنامج الفكري للمهرجان مما يسهم في الحفاظ على المرتكزات الأساسية للشعر ورعاية الموروث الشعري ويثري الساحة الشعرية بإنتاج أدبي شعري وفير وغزير متخصص.
كما كان من عوامل نجاح المهرجان الجوائز التخصصية التي تمنح لكبار الشعراء والشباب المبدع من كافة الأقطار العربية حيث حرصت الشارقة على اكتشاف ودعم المواهب الشعرية الجديدة وتكريمهم في أوطانهم بفضل التوجيهات السديدة والرعاية السامية من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة.
لقد كان المهرجان بحق ملتقى أدبياً متنوعاً زاد من ثرائه عرض مسرحية «مجلس الحيرة»، من تأليف صاحب السمو حاكم الشارقة، ثالث ورابع أيام المهرجان التي أثارت إعجاب الحضور وعبرت عن الحاكم الديب الذي استطاع أن ينفذ إلى قلوب الشعراء برعايتهم وتوفير هذا الملتقى الكريم للشعر والشعراء في وقت غابت فيه مثل هذه الأمسيات الرائعة التي تعبر عن الشارقة قلب العروبة النابض فتحية لمن رعى ومن كرم ومن حضر في هذا العرس الثقافي الذي ينتظره الشعراء والمبدعون عاماً بعد عام.