طالبت في مقال سابق بترك موضوع اللاعبين المبعدين عن قائمة المنتخب السعودي المشارك في كأس الأمم الآسيوية 23 لجهات الاختصاص في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وحيث صدرت قرارات لجنة الاحتراف بالعقوبات التي نالت اللاعبين الستة وتفاوتت ما بين غرامة مالية فقط لبعضهم وإيقافات عن المشاركة في المباريات مقرونة بغرامات مالية للبقية منهم؛ فقد حان الوقت المناسب لفتح هذا الملف بعيداً عن الناحية القانونية التي أشبعت طرحاً ولا تحتمل أية إضافة، ولكن سوف نخوض في مسببات حدوث هذه المخالفات الغريبة من لاعبين محترفين من بينهم قائد المنتخب في نهائيات كأس العالم 22 الكابتن سلمان الفرج بعيداً عن التشكيك في وطنية اللاعبين المعاقبين ورغبتهم في ارتداء قميص المنتخب الوطني.
المسؤولية فيما آلت إليه الأمور لاتقع على اللاعبين المعنيين وحدهم من وجهة نظري بل هناك أطراف أخرى تشاركهم في ذلك وهم مدراء الاحتراف في الأندية التي ينتمي إليها أولئك اللاعبون ووكلاؤهم وإدارة المنتخب؛ فكان على مدراء الاحتراف تنوير اللاعبين المعاقبين وغيرهم من اللاعبين المحترفين بأنهم ملتزمون بلائحة الاحتراف المنصوص عليها في عقودهم الاحترافية وعليهم قراءتها واستيعابها في كافة بنودها والعمل بها فهي تنظم علاقتهم بالأندية التي يعملون بها وبالمنتخب الوطني عند استدعائهم للمشاركة في معسكراته والاستحقاقات الدولية التي يشارك فيها ولايقل دور وكلاء اللاعبين عن ذلك بل كان عليهم متابعة لاعبيهم عند الاستدعاء للمنتخب وخلال المعسكرات وتوجيه النصائح لهم وأما إدارة المنتخب فكان عليها احتواء اللاعبين والتأكيد لهم بأنهم سيكونون عرضة للعقوبة متى ماحدث منهم تقصير في خدمة المنتخب الوطني وتقريب وجهات النظر بينهم وبين المدير الفني للمنتخب الوطني وسد الفجوة إذا ماوجدت بين الطرفين كمطلب أساسي في تهيئة الأجواء المثالية في معسكرات المنتخب الوطني.
وختاماً.. كرة القدم في زمن الاحتراف أصبحت منظومة متكاملة تعمل بشكل تكاملي وتنظمها لوائح قانونية مشرعة، والعمل الاحترافي الناجح يبدأ من الأندية ويتواصل في المنتخبات الوطنية بنفس الآلية حتى لاتختلف بيئة العمل على اللاعب مابين نادٍ ومنتخب وعلى اللاعبين إدراك حجم المسؤولية التي تناط بهم عند اختيارهم لتمثيل الوطن وتقديم أفضل مالديهم من انضباط في المعسكرات وأداء داخل المستطيل ألأخضر.
والله الموفق.
** **
- محمد المديفر
للتواصل: abosannm@hotmail.com