خرج مانشيني بداية في مؤتمر صحفي ليتحدث عن الستة الذين تخلفوا عن المنتخب السعودي في حدث غير مسبوق لمتابعي المنتخب السعودي، ليشكل حديث المدرب الإيطالي صدمة للشارع الرياضي السعودي ويتجه الأمر بعدها إلى التعامل مع الرأي العام من قبل ثلاثة لاعبين للرد على مدربهم، ثم بعد ذلك تتحول القضية برمتها إلى اللجنة المختصة للنظر في الموضوع وفي هذه الحادثة هناك عدة نقاط تستحق الانتباه لها بعد هدوء العاصفة:
1 - عند وقوع قضية معينة فلجنة الاحتراف وهي اللجنة القانونية المختصة يجب عليها دراسة الموضوع من كل النواحي وعدم إصدار أي قرار إلا بعد استيفاء التحقيق مع كل الأطراف المعنية لتحقيق العدالة ومراعاة الحقوق القانونية لجميع أطراف القضية وهو الأمر الذي قامت به اللجنة ولم يكن للجنة الحق مطلقاً في إصدار أي أمر قبل الإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه وفي مثل هذه القضايا وعند عقد جلسات استماع للأطراف المعنية قد يطرح على طاولة النقاش أمور كثيرة تستحق الالتفات لها والبحث عن مصداقيتها وتفاصيلها قبل تكوين أي رأي قانوني ولذلك قد يتم التأخر في إصدار القرار حتى لا يتم هضم حق أي طرف كان وهو ما تم ظاهرياً لنا كمتابعين في هذه القضية.
2 - لا يحق للجنة الاحتراف كلجنة قضائية الحديث عن قضية جارية ويفترض ألا يتحدث أطراف القضية أيضاً عنها لأن الحديث من قبل اللجنة سيثبت التحيز أياً كان اتجاهه وقد ينتج عن حديث الأطراف الأخرى أمور عدة منها توجيه الرأي العام بما يشكل ضغطاً على الجهة القضائية قبل أن يتم إصدار الحكم وهو تجاوز واضح فلو كان الاتهام الموجه من قبل مدرب المنتخب لا أساس له فسيبرأ جميع الأطراف أمام الرأي العام ويعاقب المتسبب في تشويه سمعتهم (افتراضاً ).
3 - ثار الرأي العام في هذه القضية حسب متابعتي لمنصة ( X ) بين مؤيد للقرار ومعارض وتكونت آراء كثيرة في تحليلات عدة للتفاصيل لغياب المعلومة المؤكدة من جهة ولخروج بعض اللاعبين للرد على تصاريح المدرب من جهة ثانية ولنشر معلومات في عدة جهات إعلامية أو مغردين من جهة ثالثة وكنتيجة لتكون الرأي العام المسبق فسيصعب تقبل القرارات من جميع المتابعين.
4 - تكرار الجمل الساخرة بعد مؤتمر المدرب كان جزءاً من تكوين الرأي العام حيث تنشط الفكاهة والنكتة في توجيه الرأي العام باتجاه معين مثل جملة (هل أنت سعيد) ويلاحظ توجه الرأي في مجمله ضد المدرب وفي صالح اللاعبين.
** **
- عبدالعزيز العبيد