ضيفٌ يهلُّ علينا في الشّهر التّاسع من كل عام هجري، باذخُ العطايا على محاولات زهد النّاس في دنياهم فيه، راقِ المقاصد في صيامه وقيامه والإنفاق فيه، مُباركٌ رغم سرعة زيارته، موسم تجارة رابحة لا محالة للمتسابقين والمتنافسين والمشمّرين فيه، يعرض فيه الخلق بضائع عملهم والله يشتري ويُبارك في العمل والعامل، وصفّد الشّياطين كرمى لعيون خلقه ورحمة بهم، لتدارك ما فات في عامهم المُنصرم.
عن شهر رمضان نتحدّث...
- لكلّ أبٍ وأمّ، يهتمّون برغد عيش أسرهم حان الوقت لسُقيا تلك الأرواح والنّفوس الذابلة التي تتناهبها الفتن، أعينوهم على دنياهم باغتنام مواسم الخيرات.
- لكلّ مقصّر في عبادة عامٍ مضى.. جاء وقت التّرميم.. أكثِر من الوقوف في المحراب.. وبادر في طرق الخير.. واجعل لك في كلّ مرقىً من مراقي الآخرة يدٌ فلعلّها تكون المُنجية...
- لكلّ مريضٍ... مهمومٍ.... مُعسِرٍ... غارمٍ... صاحب حاجة... بشراكم فقد فُتحت أبواب الرّحمة... فالزموا الوقوف عليها...وليكن منكم صادق الطّلب والدّعاء...عند كلّ أذان... وقبل إفطاركم...وبعد سحوركم... وفي كلّ آن فلعلّها تكون ساعة الإجابة والجبر...
- لكلّ بعيدٍ أجحف بحقّ نفسه، وأوردها الدّنايا، ولوّثها بأوحال الدّنيا، وهبط بها إلى محافل السّوء والدّناءة، أتاك شهرٌ صُفّدت شياطينك فيه...سهلٌ عليك أن تعود... خفيفٌ عليك أن تتوب...فقط اعقد العزم للعودة ولعلّها تكون فرصتك لتبدأ من جديد في الحياة الرّاقية المناسبة لوظيفتك على الأرض...
- لكلّ منفقٍ في سبيل الله، أتى شهر الخيرات والبركات، فقدّم أجود ما لديك، في أجمل صورة منك، واغنم من مضاعفة الأجور واغتنم شرف الزّمان، فقد يعود رمضان ولكنّنا قد لا نعود فيه في عام قادم...!
- لكلّ من اعتاد البذل، والوقوف ساعة السّحر، وإدمان قرع الأبواب، والترنّم بكتاب الله، أتاكم شهر القرب والتزكية...فتساموا في بَذلِكم.. وتلذّذوا بمناجاة خالقكم... وترنّموا في تراويحكم... وارتقوا في مدارج السّالكين..
- لكلّ داعٍ وداعية.. تعاهدوا تلامذتكم... وتواصوا بهم تشجيعاً وتحفيزاً وزيّنوا لهم طرق الخير وخذوا بأيديهم إليها، وأيقظوا بينهم روح المنافسة للعبادة والعطاء، وشاركوهم الأجور المضاعفة بإذن الله..
- موسم الخير أقبل، يفيضُ خيراً وعطاءً ورحمةً على من يتعرّض لنفحاته، فلا تفوتكم غفلةً ولا تكاسلاً، ولا استكباراً وإصراراً على الذّنوب فتندموا عند وداع شهركم.