أسدل الستار على دور ربع النهائي في دوري أبطال آسيا 2024/2023 بتأهل العين والهلال على حساب النصر والاتحاد، وأصبح ممثل الوطن في هذه البطولة هو الممثل الوحيد والمعتاد زعيم الأندية السعودية والآسيوية ولا جديد في الأمر، فقد اعتدنا منذ مشاركة الأندية السعودية في البطولات الآسيوية بأن الهلال هو أفضل من يحمل لواء كرة القدم السعودية في القارة الصفراء والتي حوّلها الهلال إلى قارة زرقاء بما حققه من ألقاب وأرقام قياسية، كان آخرها كسره للرقم العالمي بعدد الانتصارات المتتالية، حيث وصل لذلك من خلال دوري أبطال آسيا بفوزه الأخير على نادي الاتحاد إلى (28) انتصاراً متتالياً في كافة المسابقات، مما دفع رئيس الاتحاد الآسيوي إلى الإشادة بهذا المنجز، ولازال بإمكان الهلال زيادة ذلك إلى الرقم (32) وربما أكثر إذا ما وفق في المباريات القادمة التي تعد بالمتناول لما تملكه الكتيبة الهلالية من إمكانيات فنية عالية يقودها مدرب داهية يتعامل مع المباريات بفكر عالٍ، ويلعب بتكتيك خاص لكل مباراة ويغيره أكثر من مرة في المباراة الواحدة، كما شاهدناه كيف لعب مباراة الاتحاد الأخيرة بدفاع متأخر وتخلى عن الضغط على الخصم في ملعبه، واستقبل اللعب في ملعب الهلال لمدة (60) دقيقة حتى يحتوي أسلوب مدرب الاتحاد الذي سعى لضرب دفاع الهلال بالهجمات المرتدة على الأطراف من خلال مروان الصحفي وأحمد الغامدي وصناعة الفرص لحمدلله وروما، ولكنهما لم يجدا المساحة الكافية لفعل ذلك.
ومن ثم عاد خيسوس لأسلوبه المعتاد مع الهلال بعد الدقيقة (60) بتغييره لسلمان الفرج الذي لم يكن بيومه، بعبدالله الحمدان، وعودة سافيتش لمركزه الطبيعي كمحور ثانٍ بجوار نيفيز فتحكم الهلال بالمباراة وسجل هدفين.
وقد يبدو للمتابعين بأن الاتحاد كان أفضل من الهلال في أجزاء من المباراة ولكن الواقع أن مدرب الهلال لعب حسب ظروف المباراة التي دخلها وهو يتقدم على منافسه بهدفين ولتفويت الفرصة عليه في تقليص الفارق بوقت مبكر من المباراة، ومن ثم خطف الفوز بذكاء وخبرة المدربين الكبار وساعده ف ذلك إمكانيات لاعبي الفريق الهلالي الفنية.
وأما مباراة النصر والعين فقد خسرها النصر للأسف منذ مباراة الذهاب التي كان بإمكانه الخروج منها بالتعادل على الأقل وأكمل ذلك بقبوله لهدفين مفاجئين في الشوط الأول من مباراة الإياب، فقد كان بالإمكان أفضل مما كان لو تم التعامل مع مباراة الذهاب والإياب بتكتيك أكثر نجاعة.
أسفرت قرعة دور الأربعة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- عن كلاسيكو خامس بين الهلال والاتحاد في هذا الموسم فهل يكمل الهلال انتصاراته على الاتحاد؟ أم يضع العميد حداً لذلك في مباراة سيدور رحاها في استاد الجوهرة المشعة في نهاية شهر إبريل المقبل؟ وعلى الطرف الآخر سوف يستضيف النصر في الأول بارك الخليج في مباراة تميل فيها التوقعات لفوز نصراوي صريح؛ وهل نحن موعودون بدربي كبير في نهائي الكأس؟ أم أن الاتحاد سيقول كلمته في كلاسيكو نصف النهائي؟ أو يكتب الخليج التاريخ بالتأهل للنهائي؟ فكل شيء وارد في كرة القدم وإن كنت أتوقع بأن نهائي الكأس لهذا الموسم سيكون فيه الدربي الكبير حاضراً، مع تمنياتي بالتوفيق للجميع.
** **
- محمد المديفر
abosannm@hotmail.com