لقد شهدت جراحة التجميل إقبالاً كبيراً في حاضرنا لإخفاء معالم تقدم العمر على الجسم, من قبل النساء والرجال وإن كان النساء هن الأغلبية يلاحقن وبشغف في وأد التجاعيد والترهلات في الجسم عن طريق الجراحة التجميلية التي بدأ بها الفنانات والممثلات ومشهورات التواصل الاجتماعي وكانت مفتاح الربح لتجارة التجميل، فتأثيرها كان هائلاً على المتابعات اللاتي رحن يقلدن بدون روية أو دراية كافية أحياناً، فجعل من مراكز التجميل على اختلاف درجاتها وبأخصائيين أحياناً ليسوا على درجة من الكفاءة تدر أرباحاً كبيرة التي تستدرج بعض النساء في رحلة من التجارب تستنزف أموالهن، يمكن في النهاية يزيد مع هذا الاستنزاف العواقب الصحية الوخيمة على أجسادهن، ولعلنا في الإعلام نشاهد ما يطفو على السطح بين فترة وأخرى عن عمليات فاشلة أدت إلى آثار خطيرة على الجسم كافة.
في أمريكا رفعت شكاوي ضد بعض الشركات التي تنتج أدوات التجميل أمام المحاكم بسبب الآثار التي خلفتها هذه المنتجات على النساء هناك، وكانت المطالبات بالتعويض مرتفعة جداً تصل إلى الـمـلايـيـن بعض منها انتهى بالتنازل بعد الاتفاق على مبلغ التعويض خارج المحكمة والأخرى بحكم إلزامي من قبل المحكمة، والذي أتمناه هو الصرامة في العقوبة ورفع سقف التعويض على مراكز التجميل في مجتمعنا كما هو الحال في أمريكا، هذا أولاً، وثانياً لا بد من زيادة التثقيف الصحيح وتقديم النصيحة الصادقة لأي امرأة ترغب في جراحة تجميلية، وتوضيح المخاطر الصحية على حقيقتها، بعيداً عن الاستغلال والجشع والطمع في جمع المال فما يحصل الآن، جعل من هذه الجراحات التجميلية تجارة مربحة في مجتمعنا.
يعتبر الاعتناء بالمظهر شيئاً أساسياً في حياتنا وهو مطلب حتى في العمل سواء من قبل المرأة أو الرجل الذي لا يجب أن يكون فيه مبالغة يحط من رجولته، وديننا يحث على ذلك منذ زمن من خلال قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللهَ جميلٌ يُحبُّ الجمالَ).