يقول الرسول صل الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) هذه الصفات التي ذكرها سيد الخلق قد نجدها عند البعض مفقودة مع الأسف وخاصة في الجانب الصحي وطريقة التعامل مع المريض، وهذا ما حدث أمامي في مستشفى حكومي، كان التعامل مع المريض غاية في الغلظة والجفاء لا يقتصر على أي مريض بل حتى الكبير في السن الذين إما بعكازاتهم أو على كراسيهم المتحركة، كانوا يسألون عن مواقع العيادة أو الاستفسار عن الموعد,كان طاقم الاستقبال من العنصر النسائي الذين كانوا بعيدين عن معنى الجانب الإنساني الذي يجب أن يتمتع به من هو في هذه المهنة.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يحدث هذا، الإجابة تكمن في غياب المهنية والاتقان في العمل والتي ليست مقصورة على القطاع الصحي, نجد أن هناك بوادر تشجع التغلب على هذا الوضع وهي مسألة التقييم التي أتمنى أن تكون أكثر صرامة والذي نلاحظه في بعض القطاعات الأهلية شركات ومؤسسات والتي بطبيعة الحال يهمها الدخل، ولكن في القطاع الحكومي نجد هناك تساهلاً أو تراخياً في تقييم الموظف أو الموظفة وهذا مما جعلهم لا يعيرون اهتمام بالعمل، يضاف إلى هذا هيطبيعة الشخص التي أحياناً تغلب عليها التربية العائلية فهي تعكس واقع شخصية الموظف أو الموظفة الذي يمكن أن نجدهما في فوضى وعشوائية في حياتهم الخاصة وظروفهم المعيشية تنعكس على أدائهم في العمل والذي هو الحاصل لدى الكثير.
نرى في التعليم قياس قدرات المعلم في الإنتاج وهل هو يطور نفسه وهذا مهم إلى درجة كبيرة في مراحل التعليم ومستقبله أتمنى أن يطبق هذا في الجانب الصحي الحكومي، ومراقبة الموظف والموظفة بشكل دائم وطريقة تعاملهما مع المرضى والمراجعين، إن الذي شاهدته أمامي كان في غاية السوء وخاصة مع كبار السن الذين لا يجدون سوء الصد أو الرد الجاف بعيداً عن التقدير لكبر السن.