في كل عيد أو مناسبة سعيدة، تشهد هواتفنا تدفقًا غير منقطع من رسائل التهنئة عبر تطبيق الواتساب. هذه الرسائل تأتي غالبًا من أفراد يستخدمون ميزة الإرسال الجماعي ليشملوا قائمة طويلة من الأصدقاء والمعارف. على الرغم من أن نية هؤلاء الأشخاص نبيلة لرغبتهم في نشر البهجة وتبادل التهاني، إلا أن هذه الظاهرة تثير بعض الجدل حول جدواها وتأثيرها على متلقي الرسائل.
ميزة الإرسال الجماعي في الواتساب تُعد أداةً فعّالةً للتواصل السريع مع عدد كبير من الأشخاص. ومع ذلك، فإن استخدامها في إرسال التهاني بشكل جماعي يمكن أن يخلق مشاكل عدة، منها:
-1 إزعاج المتلقين: ليس كل شخص يتلقى التهنئة بنفس الروح الإيجابية. قد يشعر البعض بالانزعاج من كثرة الرسائل، خاصة إذا كانت من أشخاص غير مقربين أو من أرقام غير مألوفة.
2 - انتهاك الخصوصية: استخدام أرقام قديمة أو غير محدثة قد يؤدي إلى وصول الرسائل لأشخاص لا تعرفهم، ما قد يعد انتهاكًا لخصوصيتهم.
-3 افتقاد القيمة الشخصية: التهنئة الجماعية تفتقد الطابع الشخصي وتبدو كرسالة آلية، ما يفقدها عنصر التفاعل الحقيقي والاهتمام الفردي.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يجب على المتلقي الرد على هذه التهاني الجماعية؟ الجواب يعتمد على طبيعة العلاقة بين المرسل والمتلقي:
- إذا كان المرسل من المقربين: قد يشعر المتلقي بواجب الرد كنوع من المجاملة والتقدير للعلاقة.
- إذا كان المرسل شخصًا غير معروف أو بعيداً: ليس من الضروري الرد، خاصة إذا كانت الرسالة تحمل طابعًا عامًا وغير شخصي.
الاستجابة في هذه الحالات تعتمد بشكل كبير على مدى الرغبة في الحفاظ على علاقة إيجابية مع المرسل، أو على تقدير أهمية المجاملة واللباقة الاجتماعية.
وبدلاً من الإرسال الجماعي، يمكن للمرسل استخدام ميزة «الاستوري» أو «الحالة» لنشر تهنئته لجميع جهات الاتصال بشكل غير مباشر. هذه الطريقة تتيح للأصدقاء والمعارف رؤية التهنئة والرد عليها إذا رغبوا، دون الضغط على أي شخص للرد بشكل فوري. كما أنها تحترم خصوصية الأفراد بشكل أكبر.
ومن المهم أن يقوم المرسلون بتحديث قوائم الاتصال الخاصة بهم بشكل دوري، للتأكد من أن الرسائل تصل إلى الأشخاص المعنيين فعلاً وليس إلى جهات اتصال غير معروفة، أو ربما يكون أصحابها قد رحلوا عن الدنيا وانتقلت لآخرين.
في الختام، على الرغم من أن نية التهاني الجماعية حسنة، إلا أن التأكد من وصول الرسائل إلى الأشخاص المناسبين وبالطريقة الصحيحة يعتبر مسؤولية اجتماعية يجب أن نتحمّلها. احترام خصوصية الآخرين وتجنب إزعاجهم هو أساس التواصل الإيجابي، وهو ما يجعل من «الاستوري» أو «الحالة» بديلاً مثاليًا في كثير من الحالات.