الموضوعات الأكثر
نجلاء العتيبي
في ظُلمة الليل الحالك، حيث يختبئ الشرُّ بين زوايا دهاليز الإجرام المظلم.
تُنسج قصصٌ مأساويةٌ عن تجارة قذرة، تتلاشى الإنسانية فيها أمام الجشع، وموت الضمير.
في عالمٍ آخر، حيث يتداخل الواقع الافتراضي مع حياة الإنسان اليومية، تقع واحدة من أبشع مخاطره التي تستهدف سرقة الأعضاء البشرية.
في هذا الفضاء اللامتناهي يمكن أن يبدو الإنترنت كمدينةٍ فاضلةٍ مليئةٍ بالفرص والإمكانات، لكنَّ خلف هذه الواجهة البراقة يكمن الخداع القاتل الذي يتربص بالفريسة
وبمجرد أن يتمَّ الاستدراج والإيقاع، يتبدَّل الحُلم إلى كابوس.
كل هذا قرأته على إحدى منصاتها.
عن شخص تمَّ اصطياده من خلال الفضاء الرقميِّ.
أين بدأ، وكيف انتهى بتجريده من حياته!
لم يكن يعلم أنه هدفٌ لتنظيم إجرامي
يستهدف الضحايا بطُرُقٍ ملتويةٍ، بترغيب أو بشكل قسري يتمُّ بخطف الأشخاص، وإجراء عمليات جراحية عليهم دون معرفتهم؛ ليجدوا أنفسَهم فاقدين لأحد أعضائهم الحيوية، يُنتزع عضو منهم ليُباع في سوق سوداء.
في حين أن البعض الآخر قد لا يستيقظ أبدًا.
هذه الجريمة البشعة تُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، يُجرِّم القانون الدولي جميعَ أشكال الاتجار بالأعضاء بما في ذلك نزع الأعضاء بالقوة، واستغلال الفقر، أو الضعف؛ للحصول على الأعضاء.
ويفرض عقوباتٍ صارمةً على المتورِّطين في الاتجار بها، تشمل السجن لفترات طويلة والغرامات المالية الكبيرة، بالإضافة إلى عقوباتٍ إضافيةٍ للجرائم التي تشمل أطفالًا أو تُرتَكَب بواسطة جماعات منظَّمة.
يُوفِّر القانون حماية خاصة للضحايا، بما في ذلك الرعاية الصحية، والدعم النفسي، والمساعدة القانونية، كما يضمن عدم معاقبة الضحايا على الأفعال التي قاموا بها تحت الإكراه أو بسبب استغلالهم.
ويُشدِّد على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الاتجار بالأعضاء، وتبادل المعلومات بين الدول، وتنسيق الجهود لتتبُّع وتفكيك الشبكات الإجرامية العابرة للحدود.
يتضمَّن القانونُ إجراءاتٍ للوقاية من الاتجار بالأعضاء، مثل حملات التوعية العامة، وتدريب الجهات المعنية على التعرُّف على ضحايا الاتجار، وتوفير الدعم للمجتمعات الضعيفة.
يتطلَّب الأمر تعاونًا عالميًّا لملاحقة الشبكات الإجرامية ومحاسبتها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التوعية المجتمعية حول هذه الظاهرة، وحث الناس على الحذر والتبليغ عن أي نشاط مشبوه.
ضوء
{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} (الأنعام: 151).