{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، آلمنا خبر وفاة والدة الأخ الفاضل العزيز محمد بن عبدالله أبونيان، والتي انتقلت إلى رحمة الله تعالى وتم مواراة جثمانها الطاهر بمقبرة عرقة، بعد الصلاة عليها في جامع الملك خالد في أم الحمام، ولا نقول إلا عظّم الله أجركم أخي محمد، وجعل مثواها الجنة مع الأبرار والصديقين، ومهما حاولنا أن نعبر عن مدى حزننا وأسفنا، إلا أن إيماننا المطلق بأن الموت حق، وكلنا على طريق هذا الحق ماضون، ومهما كانت كلمات العزاء والرثاء، يبقى الفقد كبيراً، والحزن في القلب عميقاً، غير أنه ليس لنا إلا الدعاء والتمني على الله عز وجل.
مواساتنا في الفقيدة رحمها الله، أنها كانت من أهل بيت طيب الأصل والذكر، كريمة من بيت كريم، وأنجبت كرماء، والكريم حبيب الله، فمن تكرم في حياته، تكرم الله عليه في مماته، الفقيدة رحمها الله منيرة بنت إبراهيم أبونيان، والدة الإخوة الأفاضل محمد وإبراهيم وخالد وعبد الإله، لهم منا خالص العزاء والمواساة، وجميع آل أبونيان الكرام.
مع الموت دائماً لنا وقفة، وما يواسي النفس ويعزي الروح أن الفقيدة لا ينقطع عنها من الدنيا ما أخبرنا به رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولد صالح يدعو لوالديه، وصدقة جارية وعلم ينتفع به، والأولاد الصالحون نشهد لهم بذلك في صلاحهم وخدمتهم لدينهم ووطنهم وأهلهم وكرمهم، والصدقة الجارية مما لا شك فيه أنه لن نعلمها فهي بينها وبين ربها، وعلم ينتفع به، فيكفي من أولادها ما نكتسب منهم من علم وخبرة وفائدة.
قمنا بواجب العزاء في منزل ابنها محمد أبونيان، ورغم الموقف وعظيم الفقد، إلا أن طيب الملقا وحسن الضيافة، كان الطابع الملازم لهم، تواضعهم وتقديرهم لمن واساهم وشاركهم العزاء، وكما أسلفت فليس علينا إلا الدعاء، بأن يرحم الله الفقيدة ويغفر لها ويتجاوز عنها ويدخلها جناته بغير حساب.
إن ما خفف المصاب على أبناء الفقيدة ذلك الحضور الكبير لبيت العزاء وهذا الحشد الكبير من المعزين من كل فئات المجتمع دليلٌ على محبة الناس لمحمد وإخوانه وإن شاء الله شاهدٌ على حسن خاتمة والدتهم فالناس شهود الله في خلقه.
ولا نقول إلا ما يرضي الله عز وجل، فلا حول ولا قوة إلا بالله و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- د. طلال الزغيبي