الثقافية - كمال الداية:
استضافت غرفة الخرج ضمن برنامجها الثقافي «أحدية الغرفة» الدكتورة: أمل التميمي، أستاذة الأدب والنقد بجامعة الملك سعود، في لقاء حمل عنوان «المرأة الرحالة وقضاياها في موسوعة الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية» ، والتي جمعتها الأستاذة سارة الخزيم.
حضر اللقاء نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي واداره باقتدار المستشار بغرفة الخرج الأستاذ سعود الضحوك.
استهلت الدكتورة التميمي اللقاء بالتعريف بموسوعة «الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية» التي تعد عملاً فريدًا يوثق الرحلات إلى الجزيرة العربية منذ صدر الإسلام وحتى يومنا هذا. الموسوعة التي تضم 12 جزءًا من إصدارات مكتبة الرشد هي نتاج جهد استمر لمدة تجاوزت الـ 12 عامًا من العمل الدؤوب للمؤلفة وفريقها، ووثّقت 262 رحلة، من بينها 18 رحلة قامت بها نساء.
وفي هذا السياق تقول: «المزية في هذه الدراسة أنها جمعت معظم أسماء الرحالة النساء إلى شبه الجزيرة العربية الواردة في الموسوعة في دراسة واحدة مستقلة، فقد يكون هناك كتب أخرى غير مترجمة ولكن الترجمة جعلت الكتب متداولة ومعروفة بين القرّاء.
وبعد حصر القائمة السابقة وتصنيف الرحلات ودراستها، فقد بلغ عدد أسماء السيدات في الموسوعة (18) اسم، ووجدت كتب الرحلات مترجمة إلى العربية وحصرتها في جدول.
غطت كتب الرحلة فترات تاريخية مهمة في منطقة الجزيرة العربية، ومواضيع متعددة فوضحت لنا (رحلات الحج النسائية) لفترة تاريخية طويلة منذ القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي وحتى القرن العشرين الميلادي وتنوعت المصادر ما بين روايات عربية من الرحلات المغاربية، وروايات هندية، وروايات أوربية، فكتب الرحلات التي تناولت رحلات الأميرات المغربيات صورت لنا الحج في عصور مختلفة ومنها فترة العصر المريني والعلوي، بحيث تناولت الفترة منذ رحلة حج (الأميرة الوالدة 738 هجرية (1338م). ورحلة الأميرة مريم أخت السلطان أبي الحسن 745 هجرية (1345م)، ورحلة الأميرة خناثة بنت بكار ـ المتوفاة عام 1155 هجرية ـ(1742م)، بينما كانت رحلات الأميرات الهنديات في مذكرات رحلة الحجلأميرة بوبال سكندر بيغم (1233-1285هـ)، في القرن الثاني عشر الهجري وكانت تتشابه إلى حد ما الرحلات العربية والهندية في مظاهر الاستعدادات للحج وحمل الهدايا إلى بلاد الحرمين من المصاحف المخطوطة باليد والأموال للتبرعات.
بينما تختلف رواية الحج في كتب الرحلة الأوربية في كل من كتاب الليدي آفلين كوبلد المستشرقة البريطانية التي اسمت نفسها زينب وهي أول مسلمة بريطانية تقوم بزيارة الأماكن المقدسة في رحلتها إلى الحج، بإذن خاص من الملك عبد العزيز آل سعود، عام 1933، وكذلك في رواية الطريق إلى السلام لرحلة آنجيلا ميلو والحاجة ليزا عبد الله. وكل تلك الروايات عن الحج تعكس فترات تاريخية حضارية مختلفة ومهمة عن أداء فريضة الحج ومن مصادر ثقافية متعددة.
وكذلك تغطي لنا كتب الرحالة الأجنبيات فترات تاريخية مهمة من تاريخ الجزيرة العربية من القرن التاسع عشر والعشرين، فرحلة الليدي آن بْلَنْت المستكشفة الإنجليزيةتغطي أيام زيارة منطقة حائل في عصر دولة آل رشيد إبان حكم محمد العبد الله الرشيد عام 1879م، وتتزامن رحلة جيرترود بيل عام 1905 من أريحا إلى انطاكيا؛ وسورية الصحراء والسهول ولقد زارت منطقة حائل وأوردت مشاهداتها عنها في مذكراتها. وكانت رحلة بيل إلى العراق، في فترة انهيار الدولة العثمانية، والتفاف بريطانيا وفرنسا. حيث برز في هذه الفترة العرب كورقة رابحة أمام البريطانيين، للقضاء على ما تبقى من الدولة العثمانية، وتم التعامل مع كتب روزيتا فوربس ورحلاتها بتقدير تام حيث نوقشت في مجلات الجمعية الجغرافية الملكيةوجمعيات آسيا الوسطى. وأبحرت الرحالة البريطانية فريا ستارك في البحر الأحمر في نوفمبر 1934م، ونزلت في عَدَن المرفأ الرئيسي للمحميّة البريطانية في جنوبي جزيرة العرب وزارت جازان في عهد المخلافي الإدريسي».
تطرقت الدكتورة التميمي إلى تحليل شخصيات الرحّالات الأجنبيات، واستعرضت سماتهن المميزة التي شملت الألقاب والوضع المادي والتحصيل العلمي ، والمهارات المتعددة ، والبنية الجسدية ، بالإضافة إلى قدراتهن الكتابية. واستندت في دراستها إلى كتبهن المترجمة إلى العربية إلى جانب ما ورد في موسوعة الأستاذة سارة الخزيم.
وأشارت التميمي إلى دوافع هذه الرحالات التي تنوعت بين الحج، التنصير، الاكتشاف، الهروب من الواقع، وعشق الصحراء الذي جذب الكثيرات إلى خوض غمار هذه الرحلات.
شارك في النقاش الدكتور صالح الغامدي، حيث تطرق إلى مسألة نسبة الحقيقة والخيال في كتب الرحالة وأشار إلى اهتمام الرحالات الأجنبيات بوصف الرجال وأنشطتهم.
كما أضافت الإعلامية ميسون أبو بكر بلمحة امتدحت فيها مدينة الخرج، ووصفتها بـ «معشوقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان».
اختتمت الدكتورة أمل حديثها قائلة: «إن كانت الخرج اشتهرت بالتمر، فيحق لها أن تفتخر بسارة الخزيم.»
كما أقيم معرض (صالون سارة) مصاحباً للقاء حوى العديد من نتاجها الأدبي وكلمات الثناء التي تلقتها من شخصيات قيادية وريادية ومرموقة وتعريفا بالصالون .
وفي ختام اللقاء، كرّمت غرفة الخرج كلًا من:
• الدكتورة أمل التميمي
• الأستاذة سارة الخزيم
• موسم الورد
• محامص الكثيري
كما وجهت الغرفة التجارية شكرها للأستاذة أسماء الدوسري (مشرفة الفعاليات المصاحبة بالأحدية) على تنسيقها لمعرض (صالون سارة) وتنسيقها مع الرعاة وحسن استقبالها لضيوف اللقاء.
واختتم اللقاء بصورة جماعية للمشاركين والحضور، توثيقًا لهذه الأمسية الثقافية المميزة.