يأتي ترحيب وزارة الخارجية السعودية بقرار خفض التوتر بين جمهورية باكستان الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وعودة العلاقات بين البلدين، من المهام التي تتبناها المملكة وتأخذها ضمن أهم مبادراتها فيما يحفظ الأمن والأمان والسلم العالمي، ذلك حرصاً منها على الاستقرار والسلم، كما تبنت مسبقاً مفهوم التواصل الحضاري فنظراً لمكانة المملكة العربية السعودية العالمية بين الدول والشعوب كداعم ومساهم ومبادر للتواصل العالمي ولجهود الأمم المتحدة، ولإيمانها بأهمية دعم قضايا السلم والأمن الدوليين عبر الحوار الحضاري بين الدول لمنظمة اليونسكو في جميع اتفاقياتها، وانطلاقاً من ثوابتها الدينية والإنسانية التي تدعو إلى التعارف وتقبل الآخر على اختلافه والحوار والرحمة والحب، ومن مكانتها الروحية المميزة عند المسلمين ممن يقصدون زيارتها للحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفين، فقد تبنت المملكة فكرة التواصل الحضاري وآمنت بها على مر التاريخ منذ تأسيسها وحتى الآن، وأصبحت هدفاً رئيسياً من أهداف رؤية 2030 تسعى المملكة لتحقيقه بمجموعة من البرامج والمبادرات على يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتكون وجهة عالمية على جميع الأصعدة.
فقد أسست هذه الدولة منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مؤسس المملكة العربية السعودية وأول ملوكها وصاحب الطفرة الحضارية والتنويرية التي عايشتها المملكة على السعي للسلام والاستقرار والحوار الحضاري على مستوى الشعوب والقبائل والدول، فقد قال الكاتب الأمريكي إدوارد بكنج عن الملك عبدالعزيز «إذا بحثنا عن يقظة الشعوب العربية وجب أن نبحث عن شخصية ابن سعود، فهذا الرجل الذي ظهر في الجزيرة، وأخذ ينشر دعوته بين العرب قد أثار في النفوس شيئاً من الحركة والنشاط»، هذه الأوصاف تترجم دور الملك عبدالعزيز ابتداءً من من فتح الرياض عام 1902م ليبدأ بعدها سلسلة من الإصلاحات والجهود الهادفة إلى تجاوز حالة التفتيت والصراعات في الجزيرة العربية آنذاك، وتوحيد أراضي ما كان يعرف بمملكة الحجاز ونجد إلى المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر عام 1932م وتحويل الصراعات إلى حالة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي.
ومن أبرز إنجازاته التأسيس الإداري والسياسي والتنموي للبلاد، ونقلها من مرحلة الصراعات إلى مرحلة حديثة تم توحيدها وإنشاء الوزارات والمجالس والمصارف وإنشاء الطرق وتوسعة الحرمين الشريفين كما اهتم بالتعليم والمعرفة بشكل كبير.
كما احتضنت المملكة الكثير من القمم والمبادرات لسلام الدولي التي تهدف إلى السلام العالمي كانت منها مبادرة السلام العربية بين إسرائيل وفلسطين 2002م في أواخرها قمتين دوليتين ضمن جهودها لإيجاد حلول لإيقاف الحروب على «غزة» كما استضافة قمة سلام لوقف الحرب في أوكرانيا، وسبقها «قمة جدة للأمن والتنمية» عام 2022م والتي هدفت إلى إيجاد رؤية مشتركة للمنطقة يسودها السلام والازدهار.
كما تعد جهود مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز في مد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من الدول في أنحاء العالم أحد أهم نماذج البذل والجهود الكبيرة لإحلال الاستقرار على المستوى العالمي.
أخيراً.. كل الشعوب الشقيقة والصديقة تؤمن بريادة المملكة لحفظ السلام ونشر التسامح والتقارب بين البشرية ومن لا يعترف بها لا يعترف بحقيقة ثابتة.