بريدة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد متخصص في العلوم الاجتماعية أن العلاقات الزوجية هي أقوى رباط اجتماعي بين الرجل والمرأة، ونجاح هذه العلاقة ينعكس على أفراد الأسرة كافة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.
والنساء شقائق الرجال وروح الأسرة وجمال الحياة وأعظم زينة في شهوات الدنيا، وعندما تريد المرأة أن ترتبط بالإنسان الذي تكمل معه حياته تريده أن يحتويها نفسياً وجسدياً، وكذلك الرجل يريد الزوجة سكن له وطمأنينة، تقوم بشؤونه وواجباته، وتحافظ على بيته. وهناك أمور قد تدمر العلاقة بين الزوج والزوجة، وتسقط الزوجين من بعضهما.
سقوط الرجل من عين المرأة
وفند الدكتور عبدالعزيز بن حمود المشيقح أستاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم الصفات التي تسقط الرجل من عين المرأة، وكذلك الصفات التي تسقط المرأة من عين الرجل.
فمن الصفات التي تسقط الرجل من عين المرأة، إذا قل حياؤه وضعفت علاقته بربه، فتهاون بالصلاة، وتجرأ على حرمات الله، وعندما يتجرد من مسؤولياته، ويلقي بكل الثقل على كاهل الزوجة وحدها، ويتنصل من مسؤولياته كزوج وأب، وعندما يهينها أمام أهله وأولاده ومجتمعه، وعندما يمتهن الكذب عليها، فالكذب لا يليق برجولة المسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (أويكذب المؤمن؟ قال لا)، يسقط الرجل من عين المرأة عندما يخونها، فلا عهد لمن يخون، ولا أمان مع الخيانة بكل درجاتها، وعندما يتجاهلها وهي أساس بناء البيت السعيد القائم على الاحترام المتبادل بين الطرفين، فاحترام الزوج لزوجته لا يقلل من شأنه ورجولته بل بالعكس، فاحترام المرأة احترام لنفسه، والخداع فعندما تلاحظ المرأة على الرجل في تعاملاته مع الآخرين أنه مخادع ويلجأ إلى المكر والخديعة وكأنهما أسلوب حياة، هنا الزوجة الصالحة لا تتقبل هذه الشخصية، وعندما يكون أنانياً وبخيلاً، وهي من الصفات التي لا تحبها المرأة في زوجها، فلا يحب إلا نفسه، وهنا يكون الزوج بخيلاً مادياً ومعنوياً على امرأته وأولاده، فالمرأة تستطيع أن تتحمل زوجها إن كان مرتبة ضعيفاً ويشاركها في ذلك وتشاركه، عكس لو كان مقتدراً ويبخل في مصاريف البيت والأولاد، ويسقط الرجل من عين المرأة، الرجل المتكبر والمغرور فلا يوجد كبرياء بين الرجل والمرأة، ومن الكبرياء عندما يكون مستوى الزوج أعلى من الزوجة أو المستوى المادي أو المستوى الثقافي، أو المستوى الجسماني (الطول، القصر، الرفيع السمين)، فيستغل هذه الأشياء في إذلال الطرف الثاني بكبرياء، وعندما تضعف قراراته ويلجأ في اتخاذها من الآخرين كأهله في كل كبيرة وصغيرة، وكذلك الرجل الشكاك، فالشك من الصفات التي تدمر البيت، والرجل المعنف العدواني فلا يخاف الله ويراعي زوجته، فيقوم بالاعتداء عليها بالضرب أو الإساءة بالألفاظ المسيئة، والزوج الذي يستغل المرأة فيأخذ منها كل ما يستطيع، فيحرمها من مالها الذي تعبت فيه، بل يأخذه بالقوة وكأنه حق مكتسب له، والجاهل لطرق الحوار غير المتفاهم، وعندما لا يغار عليها من الرجال، قال أحدهم: (إني لأغار عندما ينظر الرجال إلى زوجتي، ولكني أغار مئة مرة عندما تنظر زوجتي للرجال)، مشيراً إلى أن المرأة إذا شعرت بوجود الزوج بجوارها وسنداً لها أعجبت به وعاشت حياة سعيدة معه، وكلما شعرت بأي صفة من تلك الصفات السابقة في زوجها فإن ذلك يضعف العلاة ويسقط الرجل من عينها.
سقوط المرأة من عين الرجل
ويسترسل الدكتور عبدالعزيز المشيقح في حديثه بذكر الصفات التي تتقمصها بعض النساء، فتفسد حياتها الزوجية، وتسقط من عين الرجل، ومنها: إذا كانت كذابة فيفقد الثقة فيها، وعندما تكون مادية تتعامل مع الرجل أنه مال فقط لا تعطي حباً ولا تعطي حناناً، وإذا تقمصت شخصية الرجل وتتعامل على اعتبار أنها رجل الند للند، وإذا قل احترامها له واحتقرته فتهينه أمام أبنائه وبناته وأهله، وعندما تقارنه بالآخرين، فالرجل يرفض مقارنة نفسه بأي شخص كان، وإذا كانت دائماً تتذمر فطبيعة الرجل حبه للتقدير وكرهه للتذمر والغضب طوال الوقت، وإذا كثر انتقادها دائماً لعيوبه.
وعندما تحاول امتلاكها للرجل فيرفض أن يكون وقته لها وحدها، فهو بحاجة لرؤية أقاربه ورؤية أصدقائه، والانشغال بعمله وبطموحاته، وإذا كثرت طلباتها، وخاصة المزعجة والتافهة منها، وعندما تحاول عزله عن أهله، فلا ينبغي للمرأة الذكية أن تضع زوجها في اختيار بينها وبين أهله، وكذلك إذا فقدت الحياء، فجمال المرأة بحيائها، قال تعالى: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء...} الآية؛ فأيما امرأة فعلت شيئاً من هذه الأمور حتماً ستجعل الرجل يبحث عن مخرج من تلك العلاقة التي تربطه بها مهما كان مقامها وموقعها الأسري.