تحية أجللها بعظيم التقدير والإجلال لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وللقائد الفذ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من احتضان ثابت لقضيةٍ حاصرها أعداء الأمة، وجردوها من حضنها العربي وعمقها الإسلامي، فسمَّوها «القضية الفلسطينية»، وللأسف راحت بعض الدول العربية والإسلامية تستسلم لذلك مبتعدةً عن موقعها الرئيس من القضية في إطارها العربي والإسلامي، إلا أن هناك عددًا من هذه الدول لم تزل على ثباتها ويقينها بأن القضية الفلسطينية هي قضية عموم العرب والمسلمين، وفي مقدمة هذه الدول تأتي المملكة العربية السعودية التي ما انفكت عبر بياناتها الرسمية تضع القضية الفلسطينية موضع القلب من الجسد العربي الإسلامي.
وها هي الوثيقة الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية السعودية بتاريخ 7 فبراير 2024م، في إطار المناقشات الجارية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مسار السلام العربي- الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بهذا الشأن، تجدد الموقف السعودي الثابت الذي أراه يقول بوضوح: فلتفهموا؛ قيام الدولة الفلسطينية أولًا؛ وأقتبس: «إن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة العربية السعودية كان ولايزال ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية بضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة، كما أن المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأمريكية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل) ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتؤكد المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص ـ الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع».
وهنا، وبصوتٍ عالٍ، أطالب الدول العربية والإسلامية كافة بضرورة الاصطفاف خلف الموقف السعودي النبيل.
وها هو شعبنا الصابر المرابط في قطاع غزة وفي كل فلسطين، وبرغم ما يتعرض له من حصار خانق، وعدوان غاشم يمارس جرائم الإبادة الجماعية والتدمير الشامل، وعبر صموده الأسطوري، يحمل جراحه وآلامه مناديًا أنه لن يتوقف عن المطالبة بنيل حقوقه كاملة غير منقوصة، وسيبقى متمسكًا بها مهما قدّم من الشهداء ومهما تكالبت عليه الأعداء، وهو على يقين بنصر الله سبحانه وتعالى.
** **
كاتب فلسطيني - الرياض