يا قدسُ..
يا مَحبوبَتيِ..
يا قصةَ الأيمانِ..
والإحسانِ والإنسان..
أنتِ أنتِ..
على مرِ الزمانِ..
يا غُرةَ الأكوانِ..
والمكانِ..
***
بِحقِ ربكِ المَعبودِ..
خالقِنا..
وخالقِ هذا الوُجودِ..
الواحدِ الأحدْ الصَمد..
الذي لم يَلد ولم يُولد..
يَحلو لهُ فيكِ الركوع..
والسُجود..
في المسجدِ الأقصى..
رمزُ طُهركِ الأزليِ المَعهودِ..
سيبقى خالداً أبدَ الخُلود..
***
يا زينَةَ المدنِ..
يا درةَ التاجِ..
يا روعةَ الأفقِ المَمدود..
كلوحةِ الشَفق الأحمرِ بلا حُدود..
عندَ الشروقِ..
أو بعدَ الغُروب..
فيكِ سكينةَ القلوبِ..
كَسكينةِ القمَرِ..
عندَما يتجلى في كبدِ السماءِ..
في منتصفِ الليلِ..
وعندَ الغَسقِ..
***
عُيونِنا يُجافِيها النومُ شوقاً إليكِ..
عُيوننا تَرنو إليكِ في كلَ يومٍ..
فلا نامت عنكِ أعينُ الجُبناءَ..
دونكِ الشهادةُ..
يا جوهرةَ كنعان..
يا عبقَ الماضِي والحاضِرُ..
يا رفيقة كلِ زمان..
أنتِ مهوى الفؤادِ..
***
قد طعنوكِ في الظهرِ الغزاةُ..
واستوطنَ فيكِ أرذلُ البغاةُ..
***
يا قدسُ..
كُنتِ وما زِلتِ..
نعمَ البَيت ونعمَ الدار..
أنتِ الحاضِنةُ..
لكلِ حرٍ شريفِ..
يأبى الذلَ ويأبى العار..
سَتلفُظينَ كلَ غازٍ مُعتدٍ جبار..
رغمَ صنوفِ البُغاةِ والأَشرار..
***
سَتبقينَ حُرةَ شامخةً..
عَصيةً على الإنحِدار..
عَصيةً على الإنكسارِ..
وعلى حِصارِ الجدارِ..
***
عصيةً على الجُرحِ...
تَتَجملينَ، تَصبِرين..
صامدةً، تُقاومين..
الظلمِ، تتَحَدينَ..
التزويرِ والتخاذلِ..
تَفضحينَ..
كل مارقٍ سمسار..
أنتِ مخرزٌ..
في عيونِ المُعتدين..
شوكةٌ..
في حلوقِ المغتصبينَ..
***
أنتِ الحرية، العدل، تنشِدين..
يا مَحبوبَتيِ..
أنتِ..
عاصمةٌ..
لِلحُريةِ..
لِلأيمانِ، لِلسلامِ..
عاصمة أبدية لِفِلسطينَ..
***
كنتِ ولا زلتِ..
أرضُ كنعانٍ..
أرضُ التينِ والزيتونِ..
أرضُ القَداسةِ والطَهارةِ...
رغمَ أنفِ الغاصِبين..
***
أنتِ المَحبةُ، والمحبةُ أنتِ..
أنتِ الأيمانُ والسلامُ..
فِيكِ تَتَنزلُ كل يومٍ..
آياتُ الرحمان..
والرحماتُ والبركاتُ...
إليكِ كان الإسراءُ..
مِنكِ كان العروجُ..
إلى السَماءِ..
إليكِ تُشدُ الرِحالُ..
فيكِ..
كان الفِداءُ الأولُ..
فيكِ يَتجَدَدُ..
الميلادُ والفداء..
كلَ يومٍ من جَديد...!