لست أدري لِمَ يغمرني شعور بالسعادة كلما وطئت قدماي أرض مطار الطائف الدولي؛ ربما لأن لها من ألقابها نصيباً فهي «الطائف المأنوس» من الأُنس، وربما لأنني أزور أرضاً جذورها مرتبطة بالحضارة الأصيلة والتاريخ العريق والثقافة السامية والفن الراقي، لكن الأكيد هو لإدراكي أنني سأكون في حضرة الجمال.. أتنفس ورداً وأستنشق عطراً وألتقي أهلاً كراماً أحببتهم وأحبوني.
قبل أيامٍ تشرفت بالإسهام في إقامة مؤتمر تيدكس عكاظ بمشاركة ثمانية متحدثين وحضور غفير تجاوز الـ500.
تجارب هنا وأفكار هناك.. وكلها تستحق الانتشار بل وتستحق الفخر كونها جاءت من نماذج سعودية مميزة من داخل الطائف وخارجها، وقدمت فوائد جمّة ومعلومات قيمة وعصارة خبراتٍ ناجمة عن تحدياتٍ وعقبات ثم عزم وطموح وإرادة حتى الفوز والتمكين والنجاح، كما وجّه أصحابها رسائل للحاضرين حملت كثيراً من الحكم والمعاني الثمينة.
إن مؤتمرات تيدكس العالمية ذات الصيت الواسع والقيم المضافة العالية والتي تعرض أهم القصص المُلهمة والتحفيزية المتنوعة أصبحت محل اهتمام للشغوفين في شتى بقاع الأرض؛ لذا آن الأوان أن نعزز صورتنا المشرقة لدى العالم ونوصل لهم أن المستحيل ليس سعودياً وأن السعودية صارت حاضنة ومبادرة ومصدرة للإبداع والابتكار.
شكراً لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود محافظ الطائف الذي استطاعت مجهوداته المباركة أن تقدم للطائف نقلة نوعية في كافة المجالات.
شكراً لكل من أسهم في نجاح مؤتمر تيدكس عكاظ، فهناك فوارس في الميدان وجنود أخفياء خلف الكواليس، وداعمون لم يألوا جهداً في تقديم ما بوسعهم لكل ما هو مفيد وجميل.
شكراً للمشاركين والرعاة والمنظمين و»سفراء رياديون» بقيادة المبدع الدكتور فارس المالكي، وزملائي وضيوف المؤتمر والحضور.
وها نحن اليوم نعيش ذكرى خالدة لمملكتنا الحبيبة، وهي ذكرى يوم التأسيس الذي يمثل علامة فارقة في جبين وطننا العظيم، ومشاعر الفخر والاعتزاز بجذور مملكتنا الراسخة وأمجادها الشامخة خلال رحلة امتدت لثلاثة قرون ولا زال في المجد بقية؛ حيث مكّنت قيادتنا الرشيدة كل فرد منّا ليبحر في الإبداع ويعتلي سلّم الإنجاز وينطلق - بهمة طويق - نحو عوالم الابتكار حسب تخصصه وقدرته، فصار مجتمعنا واعياً مؤثراً عانق طموحه عنان السماء.
وسيكون لنا في الطائف -بإذن الله- جولاتٌ وصولاتُ حباً في المحافظة وخدمة لأهلها الكرام وشوقاً لأجوائها وجبالها وثمارها ووردها، ولن نكتفي من الابتكار والإبداع تحقيقاً للرسالة التي وجهها الدكتور سعيد العمودي للحضور في ختام مشاركته بمؤتمر تيدكس عكاظ إذ قال: لا تكتفِ فتختفي.