شهر رمضان المبارك أجمل الشهور وأفضلها بنهاره ولياليه وساعاته وخصوصيته فالحمد والشكر لله الذي بلغنا الشهر الفضيل ورحم الله من لم يعُد عليه, وفي هذه المناسبة يسعدني أن أهنئ بالشهر الفضيل فكل عام والجميع بخير وصحة وعافية وعفو من الرحمن الرحيم ونسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويجعل أيامه جابرة للقلوب ساترة للعيوب ماحية للذنوب ومفرجة للكروب ومحققة للأمنيات والتي سيحققها يقيناً وإيماناً بمشيئته وفضله وأمره كن فيكون السميع العليم مجيب دعوة الداعي إذا دعاه في شهر الدعاء شهر رمضان المبارك.
ولكن قبل قدوم الضيف المنتظر لابد من الاستعداد والترتيب والتهيئة لقدومه وذلك بتطهير النفس وتنظيفها من الحسد والزعل والحقد والمعاصي والقال والقيل والغيبة والنميمة وقطيعة الرحم ورد الحقوق وذلك حتى يكون القلب سليماً نظيفاً صافي النية من كل غل وغيرة من ما كسب وحصل من أفعال وسلبيات طبيعة البشر في دنيا التنافس وذلك كما في العبارة المشهورة (التخليّة قبل التحليّة) ومعناها تخلية القلب من شوائب ما حدث وحصل وكان من تلبيس إبليس ومما نزغ ووسوس به الشيطان بين وبين سواء مع الذات البشرية وجوارحها أو مع الآخرين ظاهرياً أو باطنياً، والهدف من تخلية القلب وتفريغه وتنظيفه من كل ما يحمله من مشاكل الحياة وتهيئته بالعفو والصفح والسماح وذلك للاستماع والتحلي بالأعمال الصالحة في شهر الخير من الصوم والسحور والقيام والتراويح وليلة القدر وذلك ليشعر المتخلي بلّذة العبادة ويتميز بميزة أهل الجنة التي لا يدخلها إلا ذو قلب سليم ومنزوع الغل من قلبه. وهذه مميزات تسمو بالروح البشرية الي سمات عليا من الأخلاق والتعامل والتعايش مع الآخرين وهو كذا الإسلام دين الحب والتعامل والأخلاق.
وشهر رمضان فرصة عظيمة للتخلية قبل التحلية بالعبادة حتى الوصول إلى التجلية بالحب المبني على أسس شمولية الحب بكل أمنياته ومعانيه ومكوناته وذلك استعداداً لتذوق حلاوة العبادة بسلامة القلب.
وفي النهاية كل عام وأنتم جميعاً بخير ومبروك عليكم الشهر الفضيل.