تسير بنا الأيام وتسرقنا السنون في رحلة الحياة المليئة بالتفاصيل المبهرة بعضها تمر علينا مرور الكرام وأخرى نتوقف لديها ولكن سرعان ما نتجاوزها وننساها فاليوم حديثي عن نعمة غاية بالأهمية السعيد من امتلكها والموفق من اغتنمها وهي نعمة التفكر بخلق المولى جل جلاه ففي يومنا المعتاد تمر علينا لحظات جميلة عديدة لكن البعض لا يلقي لها بالاً وآخر لا يستشعر لذتها فعلى سبيل المثال لا الحصر في كل صباح تشرق علينا شمس مشرقة مليئة بالجمال والحيوية ومع المغيب يهل علينا القمر ليزين السماء بنوره اللامع وحوله نجوم مضيئة تأسر بجمالها من تأملها، ولما نبحر أكثر في نعمة التدبر والتفكر بعظيم خلق الله سبحانه وتعالى ونشاهد كيف يحمل البحر من جمال بمده وجزره أو الجبال الراسخة بشموخها وعزتها أو تلك الطبيعة الخلابة البديعة التي تسر العين وتبهج الفوائد يقول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (سورة البقرة: 164)، نعمة التفكر هي نعمة عظيمة تبث روح الإيجابية وتنشر السعادة وتوكد على عظيم خلق الله ومن المجالات التي تستحق منا التوقف عندها والتأمل بها في عظيم صنع الخالق جل جلاله وهي خلق السماء بلا عمد قال سبحانه في محكم تنزليه {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} (سورة الرعد:2)، ولا سيما أيات القران الكريم وما تحمله من بلاغة وفصاحة بالإضافة إلى إحياء الأرض قال تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} (سورة يس:33)، ولا ننسى خلق الإنسان وتكوينه وتمييزه عن سائر خلقه قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (سورة التين:4). فالكون مليىء بالعظمة والمعجزات الإلية فأدعوك أخي وأختيلى التفكر في خلق الله سبحانه فهي سعادة للنفس وغذاء للعقل وتجديد الروحانية لله سبحانه وتعالى جعلنا الله من المستشعرين بنعمه الشاكرين لفضله والطائعين لأمره.