رغم ما تشهده المدينة المنورة من نهضة اقتصادية ومشاريع متنوعة إلا أنها متوثبة أيضاً في طريقها لتصبح مدينة عالمية تواكب تطلعات رؤية المملكة وتصنع الفرص الاقتصادية وتخلق الوظائف وتجذب الاستثمارات النوعية وتركز على مكامن قوتها وتطلق استراتيجية خاصة بها.
إن أبرز المشاريع التي أتمنى إكمالها هو مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف والذي توقف منذ عدة سنوات ليتواكب مع تحقيق مستهدفات رؤية 2030 للوصول إلى (30) مليون معتمر وزائر، إضافة إلى استكمال معالجة وتطوير الأحياء العشوائية في المدينة المنورة، وكذلك تحسين جودة الخدمات الصحية من خلال إنشاء مستشفيات جديدة ومراكز رعاية صحية أولية تواكب الطلب المتزايد على الخدمات الصحية حيث إنه بحسب تقرير المرصد الحضري بالمدينة الذي يشير إلى أن توافر الأسِرّة في المستشفيات الحكومية والخاصة في المدينة المنورة لا يتناسب مع إستراتيجية الرعاية الصحية لرؤية 2030، وهي 25 سريراً لكل 1000 شخص.
لقد تميزت المدينة مؤخراً بمشاريع الأنسنة والتشجير وأصبحت مضرب المثل وتشهد اليوم نهضة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة حيث عشرات المشاريع في كل أنحائها وعلى الرغم من ذلك تعتبر المدينة المنورة من أعلى المناطق ارتفاعاً في نسب البطالة وهو ما يحتم العمل على تفعيل العديد من القطاعات في كافة المجالات لخلق فرص وظيفية نوعية وذات رواتب جيدة لأبناء المدينة، وعلى رأسها متابعة التزام الشركات بقرارات التوطين الصادرة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إضافة إلى تحفيز الشركات المتعاقدة مع المشاريع الكبرى بالمدينة المنورة على توظيف أبناء المدينة المنورة كمشاريع رؤى المدينة ومدينة المعرفة وغيرها وكذلك دعم إقامة معارض التوظيف وتوفير الوظائف عن بعد.
وعلى الرغم من النجاح في استقطاب وجذب بعض الاستثمارات المحلية والأجنبية ولكن أعتقد بإمكاننا جذب المزيد والاستفادة من المزايا النسبية التي تمتلكها فالمدينة وهي مكانتها الدينية والتاريخية وطبيعتها وموقعها الجغرافي الذي يبرز لنا العديد من الفرص في المجالات الصناعية واللوجستية والسياحية وغيرها. ولا شك أن وجود شركات صندوق الاستثمارات العامة كرؤى المدينة وداون تاون وسفن وتراث المدينة ستعمل على نقلة نوعية في الوظائف ولكني أتمنى أيضاً توسيع تواجده من خلال شركات مثل روشن والقدية ودان ومجموعة بوتيك والبحر الأحمر وغيرها.
في المجال الرياضي لاتزال المدينة مغيبة عن المنافسة تماماً من خلال أنديتها وبحاجة إلى دعم وتمكين لتصبح ضمن أندية دوري روشن، والحال في قطاع الترفيه أيضاً لا يزال دون الطموح فالخيارات الترفيهية محدودة وعدد الأماكن الترفيهية وأعداد المهرجانات والفعاليات قليلة، ولاتزال المدينة بحاجة إلى إيجاد المزيد من الوجهات السياحية التي تستقطب مختلف الفئات وتلبي احتياجات سكانها وأقرب مثال على ذلك هو مشروع هوى الترفيهي الذي كان مخططاً لاطلاقه ولكنه لم يرى النور. إن الآمال والتطلعات كبيرة والطموحات عالية، والكثير من أبناء المدينة المنورة لا يرغبون بالسفر خارجها سواء للعمل أو العلاج أو غيرها، ونتمنى أن تصبح المدينة المنورة في المستقبل وجهة عالمية وأنموذجاً يحتذى به في مختلف المجالات.