عندما يأتي الشهر الكريم، شهر الخير والبركات والنفحات، تعم السعادة على الوجوه وتتلهف القلوب لاسقباله، ولا يمكن الوصف كيفية السعادة على وجوه الجميع، لقد جاء رمضان الكريم بروائحه العطرة، التي تهب على قلوبنا، والجميع ينظر بكل لهفة وشوق حلول شهر رمضان لنجده فرصة لمزيد من التقرب إلى العلي القدير والاندماج في الصلاة والصوم. لا توجد أيام أجمل من هذه الأيام التي ننتظر فيها رمضان المبارك، خير الأيام عند الله، فرمضان جاء والقلب يرتقب الشهر الذي لا يمل منه، فاقترب شعور السلام، هذا هو الشهر الذي يبعث في قلوبنا شيئاً من الأمان والسلام.
إن أجمل لحظات من عمرنا هي تلك اللحظات الجميلة التي نستقبل فيها شهر المبارك، الشهر الذي تملأ فيه قلوبنا السكينة والروحانية، فما رمضان وما أجملها من لحظات عندما نستمع فيه إلى أصوات الأذان وتلاوة القرآن وروحانية صلاة التراويح والقيام، إنها السعادة اللامتناهية، إنها الدواء لكل داء في الروح.
رمضان هو شهر السلام حرفياً، تفيض الطمأنينة من أيامه، وتعبق السكينة في لياليه، وتعانق أرواحنا المضطربة هدوء الحياة فيه، نشعر بأنواره تخترق ظلمات أعماقنا وتحيلها ضياءً ونوراً. والمسلمون في كلِّ مكان يستقبلون هذا الشهر المبارك استقبالاً خاصّاً لا يُساويه فيه شهر من الشُّهور، وهكذا يفعلون عبر العصور والدُّهور، ولا يزالون، حيث تنتشر مظاهر الترحاب والبهجة والفرح بقدومه.
جاء رمضان ليضيء لنا شهراً كاملاً مليئاً بالأجواء الإيمانية والمطمئنة، بلغنا الله وإياكم رمضان لا فاقدين ولا مفقودين. فأسأل الله العلي القدير وقد حللت أهلاً يا شهر الخير والإحسان، أن يجعل نهاية هذا الشهر المبارك خيراً كبيراً للبشرية جمعاء صحة وعافية وسلامة.